الأربعاء، 30 مايو 2012

ماذا فعل بنا الاستهزاء؟


كتبت: مروة صبري

من أكثر الجمل استفزازاً لمشاعر كل من قام أو ساند ثورة 25 يناير هي نكتة جمال مبارك حين سئل عن المعارضة فنظر إلى رجل وقال ويكأن السؤال أهون أو أغبى من أن يرد عليه :"رد انت يا حسين." ثمّ جملة مبارك المشهورة " يا راجل كبّر مخك." هاتان الجملتان ولدا شعورًا بالتعالي من قبل مبارك وابنه تجاه الشعب_ الذي من المفترض أنّهما يخدمانه ولا يخدمهما_ فاشتعل تصميم الشباب على الثورة. وكلما زاد الاستهزاء والاستخفاف، زاد التصميم على الاستمرار وزادت الحميّة.

بعد تنحي مبارك، اختزل البعض الثوار في القوى الليبرالية والعلمانية وصرحوا أكثر من مرة أنّهم يعتزمون إلغاء المادة الثانية من الدستور وبدأ حفل توزيع المناصب في الإعلام مما استثار التيار الإسلامي. وبدلًا من أن يسود صوت العقل فيستوعب حجم الإسلاميين وقوتهم، بدأت القوى الليبرالية في الاستهزاء بهم وتلفيق الاتهامات ما بين حرق منزل سيدة سيئة السمعة وإلقاء مياه نار على وجوه غير المنتقبات إلى الا تهام الإسلاميين بتحريم صوت المرأة ليخسروا أصوات النساء. وازداد الهجوم فما كان من الإسلاميين إلا أن كونوا أحزابًا سياسية ونظموا اعتصامًا ليروا الناس أنّهم ليسوا الأقلية.

كان هناك أصواتًا ضعيفة ومتفرقة تشفق على مبارك وليس لديها جلد على تحمل الفوضى فما كان من الجميع إلا أن وكالعادة استهزءوا بها واتهموهم بالغباء وحب العبودية وألقوهم بأقبح الألفاظ فما كان من هؤلاء إلا أن تجمعوا وبدءوا في توحيد صفوفهم وأصبح ألد أعداءهم هم الثوار و6 إبريل والإخوان والسلفيين والفضائيات ورفضوا أن يتلقوا معلوماتهم إلا من القناة المصرية أو قناة الفراعين. وبما أنّ فرحة الثوار بتنحي مبارك وحماية الجيش للثورة كانت لا تقدر فقد دفعهم البون الشاسع بين رأيهم ورأي محبي مبارك إلى الاستهزاء منهم والتقليل من شأنهم. وكالعادة جاء هذا بردة فعل عكسية.

والآن بعد أن جرب الليبراليون فرحة النصر بتنحي مبارك وبعد أن جرب الإسلاميون معها فرحة الحصول على الأغلبية في الانتخابات وبعد أن جرب اليساريون فرحة صعود صباحي فلابد وأن نتحرك بهذا الفهم لنستوعب من استخفينا بهم سابقًا وجربوا مؤخرًا فرحة تأثير صوتهم لصالح شفيق. أمامنا الآن خياران: أحدهما أن نستمر في التقليل من شأنهم ومن فكرهم فيزدادوا عنادًا وتصميمًا ، أو أن نستوعبهم ونحدثهم حديث الحريص عليهم وعلينا جميعًا لعل الله أن يرحمنا وتنجح ثورتنا.

السبت، 21 يناير 2012

يلا نبني مصر


                                    يلا نبني مصر
كتبت: مروة صبري
                                               
قامت هيئة الإغاثة الإسلامية برعاية حفل خيري في قاعة فندق ماريوت سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية تحت عنوان "يلا نبني مصر." حضر الحفل عدد من أفراد الجالية العربية عامة والمصرية خاصة. شارك عدد من رجال الدعوة في حث الحضور على التبرع من بينهم الدكتور هشام عبد الله، باحث في مجال الصيدلة وهو من مواليد الإسكندرية حيث بدأ بالتبرع هو نفسه، والأستاذ أحمد شحاتة مصريّ من مدينة الإسكندرية والذي أعلن أنه سيتحدث بلهجة الإسكندرية والشيخ سعد الدجويّ الذي ردّ عليه بأنّه يستطيع التحدث باللكنة المنوفية وهو إمام مسجد بمدينة سان دييجو. كما حضر الحفل من المشاهير حنان ترك والداعية مصطفى حسني.
استهلّ الحفل بقراءة الآيات التي تتضمن مصر من سورة يوسف تلاها الشاب أسامة عبد الرحمن ثمّ جاءت كلمة الدكتور هشام عبد الله وكانت بالإنجليزية وقال:" يجب أن نقاوم النفس الطامعة وننفق مما أتانا الله. فالله سبحانه وتعالى سبّب لنا الأسباب الرزق هنا لنتمكن من مساعدة أمنا مصر. اليوم وأنتم تتبرعون اعلموا أنّكم لا تتبرعون لتستقر مصر فحسب فاستقرار مصر يعني استقرار وتوازن العالم. فمصر دولة لها تاريخ وأثر فعّال في ميزان القوى في العالم."
ثمّ تحدث الداعية مصطفى حسني والذي بدأ بالدعاء واستحضر قصة لفتاتين ذهبتا إلى السوق التجاري لشراء ملابس العيد ومع كل منهما مبلغ ألف جنيه مصريّ. حان وقت صلاة الظهر وعند المسجد وجدتا عاملة النظافة بملابس بالية وأصابع قدميها خارجة من الحذاء فأثر فيهما المشهد وقررتا أن تتنازل كل منهما عن مئتيّ جنيهاً ليشتريا للفتاة ثوباً وحذاءاً جديدين. وبالفعل أضيفت إلى قائمة المشتروات خانتان جديدتان وبعد الانتهاء من التبضع بحثتا عن الفتاة في كل مكان فوجداها في المسجد ساجدة وأطالت السجود والدعاء. ولما انتهت تقدم الفتاتان على استحياء وقدمتا لها الهدية فانهمرت دموع الفتاة وقالت: "لقد أطلت السجود لأني كنت أدعو الله وأنا أعرف أنه كريم لكني لم أتوقع أن تكون الاستجابة بهذه السرعة. فغداً قراءة فاتحتي وليس عندي ما أرتديه لأقابل به عريسي."
استرسل مصطفى حسني في الحديث عن محبة الله عز وجل لمن ينفع الناس الذين هم عيال الله. وأعطى مثالاً ولله المثل الأعلى عن ابنه عليّ حين يأخذ العملات الفضية ويضعها في حصالته وإن احتاج مصطفى إلى فكة يطلب من ابنه أن يقرضه مما أعطاه. أمام عليّ اختياران بحسب وصف أبيه، إمّا أن يعطي وهو خائف ألا يرده له والده المال وإمّا أن يجزل بسماحة نفس لأنّه يعلم أنّه مال أبيه وعلى يقين أنّه سيرده إليه ويزيد. سأل الداعية الحضور " بأيّ نفس ستعطي اليوم؟ من سيقرض الله قرضاً حسناً؟ "
ذكّر مصطفى حسني الحضور بأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم اختار أن يكون عبداً فقيراً حتى يضرب مثالاً للصبر على الفقر مثالاً عن العطاء عند الشبع وكيف أنّه صلى الله عليه وسلم كان يراعي أهل الصفّة ولم يشبع أهله من خبز الشعير قط.
ختم حسني كلمته بأن قال: "أنّ الإعلام ينقل مناوشات لكن مصر تحلو يوماً بعد يوم وأنّ الله يصلح مصر فكن جزءاً من هذا الإصلاح. فأعطي كما فعلت البنتان مع العاملة وقرّب إنساناً من الله."
تحدث بعده الأستاذ هميّن جمالي منسق الحفل عن إنجازات هيئة الإغاثة وقال: "أنّنا كنا نعمل في مصر من قبل الثورة بشكل محدود ولكن بعد الثورة فتحت أبواباً أوسع لتقديم المساعدة."
تناول الأستاذ أحمد شحاتة المايكروفون وهو يعمل مع هيئة الإغاثة الإسلامية منذ ثماني سنوات وقال لمن تحدثوا قبله:" أرهقت من جاء بعدك يا عمر." في إشارة لحسن حديثهم. ثمّ قرأ بعض الإحصائيات عن مصر فقال: " مصر رقم إثنان من حيث معدلات الفقر بعد اليمن بحسب تقارير الأمم المتحدة لعام 2008، 2009 و2010 وهيّ عاصمة الكبد الوبائي في العالم. يوجد سبعة عشر مليون عاملاً يعيشون على اليومية. وخمس وعشرون مليوناً متضررون من العشوائيات.إننا نعمل مع الفنان محمد صبحي وحنان ترك والداعية مصطفى حسني وغيرهم لتغيير هذا الوضع وخاصة لسكان العشوائيات. لقد جمعنا 1.9 مليون دولار في شهر إبريل. خمس وأربعون في المئة من التبرعات كانت من إخواننا العرب وعلى رأسهم الفلسطينيون. فنحن نشكرهم جميعاً ونقول لهم هذا ما نتوقعه منكم."
ثمّ أكّد الأستاذ أحمد الشحات على دور المغتربين من المصريين في خدمة بلادهم وقال:" أكاد أجزم أنّ الدور على المغتربين وعلى الجميع أن يساعد بما يستطيع من مال أو جهد."
عرض بعد ذلك فيلماً وثائقياً عن الريف المصريّ استعرض بعض الأسر المحتاجة من مسلمين ومسيحيين وأغلبهم أسر تضم معاقين ذهنياً أو بدنياً أو كلاهما. وقد شرعت هيئة الإغاثة في ثلاثة مشاريع للعشوائيات ورعاية الأيتام ومعاونة الفقراء.
ثمّ قدمت سفيرة هيئة الإغاثة للنوايا الطيبة حنان ترك والتي اعتلت المسرح بتواضع وبساطة وخرج صوتها مبحوحاً من جهد الرحلة واعتذرت عن ذلك وقالت:" أشكركم مصريون وعرب على هذا الجمع الجميل. كل من جاء اليوم يعلم الله ما في قلبه. وكل شخص هنا فهو مدعوّ من الله سبحانه وتعالى. إخواننا في مصر رزقهم سيأتيهم سيأتيهم فهو مكتوب وقد خلق الله الغني والفقير ليرى تعاوننا.  ومثلما قال مصطفى حسني من سيكون من جنود الله؟  نحن في حاجة لأن ينظر الله إلينا ويباهي بنا الملائكة. نحن الضعفاء المقصرين المخطئين سيباهي بنا الملائكة."  وأشارت إلى نواحي القاعة وأكملت: "أنت ربنا سيباهي بك الملائكة وأنت وأنت. لقد حضرت اليوم ومعي حقيبة صغيرة فيها حاجات رحلة قصيرة لكن ماذا عن حقيبة الآخرة؟ من سيملؤها؟ سبحان الله إنّها حقيبة خالدة."
استرسلت ترك: "سأروي لكم قصة لا علاقة لها بالعشوائيات. الناس تسأل لم تحجبت حنان ترك؟ الإجابة أنني كنت أصحو كل يوم فأرى أولادي بخير والحمد لله حولي. وبيتي طيّب وعندي سيارة وبعافيتي وصبر الله عليّ رغم أني كنت أنزل أبارزه بكل ما أعطاني. أعطاني صحة. أبارزه بها. أعطاني قدر من الجمال، أبارزه به. أعطاني مالاً وأبارزه به. ومع ذلك أمهلني ولم ينزع شيئاً من نعمه. حتى كان يوماً وهذا سر لا يعرفه الكثير، فكنت في بيت إحدى صديقاتي. بعد أن استمعنا لدرس وصلينا العشاء وأمّنا مصطفى حسني، صليت ركعتين وحين انتهيت منهما، كنت أرتدي إسدال الصلاة وقررت أنني تحجبت فلم أخلعه. مصطفى حسني كان سبباً في حجابي. هاتين الركعتين  شعرت فيهما بحلاوة لم أشعر بها في حياتي. لم أشعر بها وأنا أتسلم جوائز. لم أشعر بها بعد أيّ نجاح حققته وربما لم استشعر حلاوتهما ثانية فقد كانتا ركعتيّ التوبة."
ثمّ استطردت برواية موقف آخر مع شيخ آخر وقالت،" كثير من الناس لم يروا أو لم يسمعوا أو لم يفهموا. لقد ذهبت إلى شيخ وسألته عن الحجاب وفهمني لم فرض الله علينا الحجاب. فسألت: هل هو جنة ونار أم درجات جنة؟ فلو كان جنة ونار فلا أحد يقدر على النار. أمّا إن كانت درجات جنة فأنا أرتضي بالبدروم. قبل أن أنصرف قال لي :اسمعي يا أخت،أنت كنت متشككة. قلت: نعم وكنت أدعو ألا يكون الحجاب فرضاً لأنّي أحب الله ولا أريد أن أغضبه. فقال لي:  حسابك كان شيئاً والآن شيء آخر. أنت الآن عرفت.  قلت له في نفسي منك لله." فضحك الحضور. ثمّ قالت:"والحمد لله ربنا يسر لي."
ثمّ أشارت إلى المشاهدين وسألت: "أنت ماذا ستفعل حين يسألك الله لم لم تساعد وأنت قادر؟ ممكن نكون بنبلغ عن ربنا،" ثمّ ترددت قليلاً فاستعانت بالداعية مصطفى حسني،"هل يجوز أن أقل ذلك؟" فنظر إلى الأرض وضحك فقالت: "هو يضحك إذاً يبدو أنّ ما قلت خطأ جداً. انسوا ما قلت." فقال لها: مقبول." فضحكت مع الجمهور وقالت: " تذكروا كل ما قلت." ثمّ أجملت حديثها بأن قالت:" من قدره الله على إعطاء صدقة عن نفسه وزوجته وأولاده فلن يضاعفها الله فقط بل سيرى بركتها في صحته وأولاده. الصحابة كانوا بيسمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولوا حاضر. أنا أدعو ربنا أن يخرج من قلبي كل شيء بيبعدني عنه لإني أحبه حقاً وهو يستحق الحب. من منكم سيقول الآن يا رب مثلما قلت وراء مصطفى حين صليت العشاء؟ في القاعة أربعين طاولة، لا أدري إن كان ذلك في وسعكم لكن لو كل طاولة تخرج 100 دولار فنقول لربنا فوق سبع سماوات نحن لها يا رب. آسفة على الإطالة وعلى صوتي وأحبكم في الله.  مصر مريضة لكن لن تموت. إن استطعنا أن نأخذ بيدها ستقوم ومعها الدول العربية."
في نهاية الحفل، تمّ عمل مزاد على أربع حقائب نسائية مطرزة أحضرتها ترك لتشجيع المتبرعين. كتب على إحداهنّ فلسطيني وافتخر، والثانية سوريا ، والثالثة ليبي وأفتخر، والرابعة مصر وذهبت أرباح المزاد إلى كفالة الأيتام بمصر. تمّ بحمد الله جمع قرابة 120 ألف دولار أضيفت إلى تبرعات من حفلتين أخرتين ليصل المبلغ إلإجماليّ إلى 520 ألف دولاراً. ختم الحفل الشيخ عبد الرحمن سرحون بالدعاء لجميع الدول العربية وجميع المسلمين.   

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

خمس مشاريع لطلاب من مصر في معرض إنتل للعلوم والتكنولوجيا



تغطية:مروة صبري

اختيرت خمسة مشاريع من مصر في مجالات علوم متباينة لتمثيل الدولة في المسابقة الدولية السنوية لطلاب الثانوي في العلوم والتكنولوجيا التي تقودها شركة Intel. يتم عرض المشاريع في فندق ماريوت بوسط مدينة سان هوزيه بولاية كاليفورنيا. القاعة تعج بألف وخمسمائة متسابق من خمسين دولة يتقاسمون منح وجوائز قيمتها ثلاثة ملايين دولاراً مقدمة من سبعين هيئة ومنظمة وشركة.على رأس هؤلاء، جوجل، الجيش الأمريكيّ وأسلحته البرية والبحرية والجوية، والمنظمة الأمريكية لحماية البيئة وعدد من الجامعات. الحدث يحظى بإهتمام كبير من الشعب الأمريكىّ ويستجذب العديد من الرحلات المدرسية بغية ازدياد إهتمام الشباب بالعلوم وتقنياتها.

يقف الرواد عند كل طاولة لسؤال صاحب المشروع عن فكرته و يجب أن يجملها ويجيب على الإستفسارات. وقفنا عند طاولة عايدة طارق (14 سنة) في الصف التاسع، مدرسة الأسكندرية للغات (ALS ). تقول عايدة،"الهدف من بحثي هو إيجاد علاقة بين وسائل الترفيه التي لاحظت إنكباب الشباب عليها ونسبة المعلومات العامة عند هؤلاء الشباب. أخذت عينة من طلاب الجامعات وبالفعل وجدت علاقة تضاد بين المعلومات العامة لدى الشباب وإقبالهم على الوسائل الترفيهية."

بناءاً على بحثها، توصي عايدة بتزويد الشباب بالمعلومات عن طريق وسائل الترفيه التي يعزفون عليها كالتلفاز وذلك للإستفادة من طاقات الشباب المهدرة. كما وجدت أنّ القراءة والبحث وتدبر القرءان الكريم له تأثير إيجابي على زيادة المعلومات لدى الشباب.

قابلنا بعد ذلك، احمد سمير راشد بالصف الأول الثانوي بمدرسة محمد زهران التجريبية. قام أحمد بعمل مشروع تحت إشراف هاشم محمد حشيش الطالب بهندسة الأسكندرية. ابتكر أحمد مصفّى (فلتر) يركب داخل السيارة ليجبر السائقين على الإلتزام بالسرعة المحددة. المشروع ينقسم إلى شقين. الأول يرسل إشارة إلى السيارة بالسرعة المحددة في الشارع. والثاني يتحكم في نسبة الوقود والطاقة المرسلة من البطارية فتقل السرعة. يمكن السماح للسائق بتزويد السرعة إذا عرض خطراً يستدعى التعجل وذلك لمدة خمسة عشر ثانية فقط. هذه الفكرة قد تمنع 30% من الحوادث.

محمود صلاح شاب في الواحد والعشرين من عمره، هو المشرف على مشروع روميساء سهمود (16 سنة). مشروع روميساء يهدف إلى زيادة الأمان للمشاة بتقليل شدة الحوادث التي تحدث من إصطدام السيارات بالمشاة. الإبتكار يزود السيارة بمجسات تستشعر إقتراب السيارة من بشرفتنفنتح حقيبة مملوءة بسائل في مكان معين في مقدمة السيارة. هذه الخاصية يمكن إضافتها في أيّة سيارة.

سارة ويسر شعراوي توأمتان متشابهتان في المظهر والجوهر إذ يشتركان في حب العلوم. سارة ويسر طالبتان في مدرسة دار اللغات بالأسكندرية. ومشروعهما يعني بالبيئة وبالتحديد بإجادة وسيلة لا تضر بالبيئة للتخلص من مخلفات ثاتي أوكسيد الكاربون في محطات توليد الطاقة. فكرت سارة ويسر في تحويل هذه العوادم إلى منتج صناعي عملي كبديل لتخزينها.

التقينا بآية إيهاب التي أشرفت على مشروع سارة ويسر. تقول آية،"هذه ليست المرة الأولى التي نشترك فيها في مسابقة علوم دولية. فقد اشتركنا في العام الماضي في مسابقة أقيمت في تركيا وحصلنا على المركز الثاني على العالم. ولكنّ الإعلام لم يذكرنا."

وبسؤالها عمّا إذا واجهت صعوبات في الإشتراك قالت:" لقد ذهبنا للقاهرة وعلمنا بفوزنا فعدنا للأسكندرية واستأذنت من أستاذي الدكتور محمد يسري لمسامحتي في الغياب فكان تعليقه أنني كبرت على المسابقات فلم أفهم كيف يكبر أحد على المسابقات."

كذلك فقد عرقل الأستاذ نشأت وكيل كلية هندسة الأسكندرية الأوراق اللازمة للسفر فاضطررنا لتخطيه إلى الدكتورة هند حنفي رئيسة الجامعة التي يسرت الأمور. ولكننا لا ننكر مساعدة الدكتور ثروت نجيب والدكتور رفعت العطار مع بعض المعونات المادية التي تلقيناها من مكتبة الإسكندرية والمهندس أيمن القباني المسئول عن تكنو كيدز Techno Kids Computer Academy."

أكمل هاشم محمد مشرف مشروع "تحديد السرعة" لأحمد سمير وقال:"إنّ عندنا امتحانات نصف الفترة الآن ولا ندري ما إذا كان سيسمح لنا بإعادتها أم لا. والمشاريع تتكلف كثيراً مما يشكل عبئاً كما أننا سافرنا كمشرفين على حسابنا الخاص ولم نجد دعماً كافياً أو رعاية في حين يجزل لنظائرنا من الدول حتى العربية، العطاء.

سافر وفد مصرً بإشراف مينا أنطون وقيادة هبه الجمل. المشتركون جميعهم من مدينة الأسكندرية فلم يفز أحد من القاهرة أو المدن الأخرى. كل متقدم قد سبق له الفوز في مدينته ثمّ بلده محلياُ قبل أن يختار لتمثيل دولته في هذا الحدث. المشتركون من مصر أتوا عن طريق هيئتين احتضنتا هذه المسابقة: 1-مكتبة الأسكندرية

2-المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا Arab Science and Technology Foundation (ASTF)

شارك في التحكيم ألف ومائتين حكماً من المتخصصين في مجالات العلوم المختلفة التي يغطيها المعرض. وبالرغم من عدم فوز أيّ من الفريق المصري إلا أنّ التواجد في مثل هذه اللقاءات يعلي من شأن مصر ويشحذ الهمة ليفسح المجال لفرص مستقبلية.
























نظارة الوحدة


مروة صبري



قامت الثورة المصرية ولم تستطع قوة في الشرق أو في الغرب أن تحبطها. بل إنّ كل المحاولات جاءت بردة فعل عكسية على رأس النظام البالي. وقدّر الله عزّ وجل لها النجاح في الإطاحة بنظام مبارك. وقتل سيناريو التوريث الذي كان يرفع ضغط الدم عند المصري كلما ذكر وغار حسالة النظام أمثال فاروق حسني وصفوت الشريف وأحمد نظيف الذي لم يستطع المحافظة على نظافة سجله. وبينما كان الناس يحتفلون بتنحي مبارك، كنت أحتفل بميلاد الأمل بعد أن تشبعت القلوب باليأس.

تكاتف الجميع. عجّ ميدان التحرير بالمصريين غير مبالين ملتحي أم حليق، محجبة، منتقبة أم لا، مسلم، مسيحي، ليبرالي..لم يهم للحظة. الوحيدون الذين اهتموا بهذه التقسيمات هم مشاهدو التلفاز أعضاء حزب الكنبة كما أطلق عليهم. أمّا من كان بالميدان فكان همه العمل لا الكلام.

الآن بعد أن هدأت الأمور بشكل نسبي وعاد الطلاب إلى المدارس والجامعات وعادت الناس إلى أشغالها وفتحت متاجر البيتزا والكباب، نسينا أن هدفنا واحد. نسينا أن النجاح الذي حققناه حتى الآن ينسب إلى مصر بأكملها. الفضل يرجع لله قبل كل شيء ثمّ لتوحد إرادتنا فإن خسرنا الأخيرة هوينا. المشكلة تكمن أنّ أيام مبارك كان العدوّ ظاهر يبتغي الحماية من النظام الذي كانت بيده الأسلحة. أمّا الآن فالعدوّ جبان متخف يدرك أنّ قوته في اختفائه فهو لا يريد أن ينزع عنه الستار ولكن بصماته واضحة. فأرجو من المصريين لبس نظارة الوحدة لنقد الأخبار. وليتساءل الجميع قبل التحمس مع أو ضد أيّ خبر وقبل التسرع بالضغط على زر المشاركة، ما هدف كاتب الخبر؟ فقد تعلمنا في كلية الإعلام أنّ لكل رسالة إعلامية هدف. وتعلمنا أنّ مصداقية الإعلامي تبنى على أعوام وقد تهدم في لحظة بسبب خبر كاذب. فإن نشر خبراً كاذباً ولم تعتذر الجريدة أو القناة فقد فقدوا مصداقيتهم.

أين العدالة يا أوباما؟



مروة صبري



" تحققت العدالة "، هكذا وصف أوباما مقتل بن لادن زعيم القاعدة. ورقص الأمريكيون حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين عند البيت الأبيض على إثر سماع الخبر. فبعد عشرة أعوام من الحرب وثلاثة آلاف قتيل كما قالت مذيعة ال. سي.إن.إن.، استطاعت أمريكا أن تقتل بن لادن الذي يقال أنّه خطط لأحداث سبتمبر 2001. وسارع أوباما بإلقاء تصريح خاص وأعلن أنّ القبض على بن لادن كان على رأس أولوياته حين تولى الحكم. وأكّد بعض المذيعين الأمريكيين على أنّ هذه الليلة رائعة وأنّ الشعب لم يفرح هكذا منذ فترة. وأنّ الرئيس السابق بوش يستحق الشكر وكذلك أوباما.

وإن صح الخبر فيعد العثور على بن لادن أول وعد من وعود الحملة الإنتخابية يوفي به أوباما وربما يكون الأخير قبل أن تنتهي فترة رئاسته في 2012. لذا فإنّ من المتوقع أن يضخم الحدث عن حجمه الذي يستحق. واتسمت مظاهر الفرحة التي اعترت شوارع بعض المدن الأمريكية بالمبالغة. فأنا مع تفهمي لحجم الجرح الأمريكي بأحداث سبتمبر وتعاطفي مع أسر الضحايا الأبرياء، إلا أنني أحب أن تتوازن المشاعر حتى ولو ثبت أنّ بن لادن هو المسئول عن هذه المأساة. وذلك لأنّ من يعرف أنّ دولته تنفق بليون دولاراً يومياً على حروبها في العالم وفقراء شعبه يزدادون، لا يرقص. من يعرف أنهّ باسم العثور على بن لادن دمرت أفغانستان وباكستان والعراق، لا يرقص. من يعرف أنّ مئات الآلاف من المدنيين والأطفال الذين قتلوا في تلك البلاد لهم أقارب يدعون على أمريكا ليل نهار، لا يرقص . ويطرح تساؤل: ما تأثير مقتل بن لادن على أمريكا؟ لا أظن أنّ التأثير سيتضمن تراجع القاعدة. فإنّه لم يكن لبن لادن ظهوراً في الفترة السابقة. وهو ليس الرأس المدبر الأوحد في القاعدة. كما أنهّ اختار الموت حرباً مع أمريكا يوم أسس القاعدة. وأكّد اختياره حين قاوم لآخر لحظة بحسب التصريح الأمريكي. فالأوامر الأمريكية كانت واضحة، "أحضروه حياً أو ميتاً". وأتوقع أن القبض على بن لادن حيّ له وقع أشد. فلو استطاعت أمريكا أن تحضره حياً كما فعلت مع صدام حسين لفعلت ولاستخدم كدعاية انتخابية مجانية. فكلما قلت شعبية أوباما، نشر خبراً عن محاكمة بن لادن فتزداد شعبيته وهكذا.

وقد أتفهم حجم الفرحة لو كان موت بن لادن سيعيد الجيوش الأمريكية إلى بلادها أو يضمن تحصين أمريكا من أيّ عدوان عليها. أو كما تكهن البعض، أنّ وفاته على أيدي القوات الأمريكية سيرفع معنويات الجيش الأمريكيّ فينجز مهامه من تحقيق "الديمقراطية والعدالة". الحقيقة أنّ المتوقع هو العكس. فإنّ خبر وفاة بن لادن قد فتح النار على باكستان التي أسلمته من ناحية، ويزيد من عمليات القاعدة ضد الجيش الأمريكي في باكستان وأفغانستان بدرجة يحتمل أن تقلب المعايير لصالح القاعدة وليس العكس. فطالما أمريكا تنظر إلى أحداث سبتمبر على أنّها فعل وليس رد فعل لسياستها الخارجية وعلاقتها بإسرائيل فسيظل العدوان مستمراً . فعن أيّ عدالة يتحدث أوباما؟









من يراهن على تسرع الشعب المصري؟





مروة صبري





راهن البعض على تسرع الشعب المصري، وأثاروا زوبعة جديدة تتهم وائل غنيم بأنّه يهدد بالتظاهر ضد الجيش. بدأت الحكاية بزيارة وائل غنيم للولايات المتحدة الأمريكية والتي ألقى فيها محاضرتان، أحدهما في جامعة ستانفورد، والأخرى في المركز الإسلامي بمدينة سانتا كلارا بكاليفورنيا. وعلى الرغم من عدم توافر إذناً بتصوير الفيديو، إلا أنّ أحد الحضور في محاضرة المركز الإسلامي صور بعض الحوار. وطفى التسجيل على اليوتيوب باللغة الإنجليزية مصوراً من بعيد ومن بين كرسيين حتى لا ينتبه أحد. كان عنوان المحاضرة "الثورة المصرية"، أمّا عنوان الفيديو المنشور فكان: (وائل غنيم يهدد بالمظاهرات ضد الجيش في حديث بأمريكا). و لأنّ الجيش خط أحمر فقد وجد مواطناً آخر أنّ العنوان لا ينصف الجيش فاختار عنواناً أسخن: (فضيحة وائل.. يهدد بالمظاهرات ضد الجيش في حديث بامريكا). ثمّ يعلق الناشر على الخبر ويكتب ( خيانة عظمى وائل كوهين يهدد بالمظاهرات ضد الجيش). وشاهد الفيديو بعض الذين لا يعرفون اللغة الإنجليزية. وبناء على ما لم يفهموه من الكلام، قرروا أنّ غنيماً فعلاً يهدد بمظاهرات ضد الجيش. وبما أنني حضرت المحاضرتان في الولايات المتحدة، رأيت أنّ من واجبي ترجمة كلام وائل غنيم والذي جاء إجابة على سؤال عن الموقف مع الجيش.

قال وائل غنيم: "بالنسبة لي الجيش ركن. لا أريد أن أرى الجيش يتفكك أو أن أراه يتعرض لمشاكل. في الوقت ذاته أريد أن أرى منهم شفافية. أريد أن أراهم يعترفون بأخطائهم. وأريد أن أقنع الناس أنّ الجيش لو أخطأ فلا بأس . الناس في مصر اعتادوا على مبارك الذي لم يخطيء طوال ثلاثين سنة. من وجهة نظر الصحافة، كان دائماً الشخص المصيب. ثقافة الإعتراف بالخطأ في غاية الأهمية وكل الناس تخطيء. ما أريد أن أراه في مصر الجديدة هو أنّ الناس يخطئون. من منا لا يخطيء؟ آخر ما أريد أن أراه هو تجنيب الجيش في ركن ولكمه في الوجه. فمن هو الجيش؟ هو آخر خط في الثورة. هذا لا يعني أن نقبل أيّ شيء يفعله ولكنّهم قبلوا حكم البلاد. وأنا أنظر بتفاؤل لنواياهم وأؤمن أنّهم يقولون ما ينتوون القيام به. وأنّهم يريدون تسليم السلطة بأسرع وقت ممكن وبغض النظر عن كون المصريين مستعدين لهذا أم لا. فالجيش يريد أن يعود لعمله ويترك كل هذه الأمور المستجدة عليه. مسئوليتنا أن نبقيّ الضغط لكن في الوقت ذاته نتواصل معهم وقد نستخدم الإعلام إن استدعى الأمر لإبلاغهم بخطأ ارتكبوه. ولكن يجب أن نبدي صبراً. وأريد أن آخذ في الإعتبار عدة أمور، فعندنا نظام سرق 90% من ثرواتنا وأريد أن أتأكد أنّنا لن نضر بلادنا وتقدمها."

فأين التهديد للجيش في ما قاله غنيم؟ ربما يكون الناشر الأصليّ للفيديو اختار عنواناً يدل على المحتوى الحقيقي للمادة ثمّ بدل غيره العنوان. وليس فرضاً على جميع المصريين أن يتقنوا الإنجليزية، لكن فرض عليهم أن يتحروا فنحن لسنا عرائس تحرك بلا فهم.

والخطير أنّ بعض شباب اليوتيوب غضب من كلام غنيم الذي لم يقله. وعبروا عن غضبهم بطريقة لا تمد للواقع بصلة. فطالب البعض بمقاضاته بتهمة الخيانة العظمى. ووصل الأمر إلى حد تهديده بالقتل. وقد يكون مبعث ردود الأفعال العنيفة هو الوطنية وحب مصر. ولكنّه حب الدبة التي قتلت صاحبها.و من يقرأ التعليقات تحت الخبر يدرك أنّ المشكلة ليست في عدم فهم اللغة الإنجليزية. المشكلة أننا لا نسمع بعض ولا نقبل أن نغير رأينا حتى لو كان خطأ. على سبيل المثال، لم يذكر وائل غنيم أنّه يجمع تبرعات. كل ما قاله هو "استثمروا في مصر وزوروا مصر". ومع ذلك كان بعض التعليقات أنّه زار أمريكا لجمع المال. انتقد غنيم السياسة الأمريكية الخارجية وقال أنّ ثورات الدول العربية أفاقت أمريكا وتوقع أن تتغير السياسة الأمريكية لتكون أكثر إنصافاً. وجاءت بعض التعليقات أنّه عميل أمريكي. لكن التعليق الأكثر ابتكاراً كان عن إدعاء أنّ الشعار المحفور على المنصة التي تحدث منها غنيم، عبارة عن نجمة داوود. بينما يرمز الشعار إلى العمارة الإسلامية وعليه أول ثلاثة حروف في اسم المركز الإسلامي،

MCA (Muslim Community Association)

ولا أستطيع أن أعفي مبارك من تدهور نظام التعليم إلى درجة سمحت للسباب والعنف أن ينهي جل حواراتنا. لكن جزءاً كبيراً يتحمله كل من يظلم دون تبين. فكما قال أحد المعلقين على الفيديو، إن لم تفهموا اللغة فاسألوا. لكن من المؤكد أنّ مختار عنوان الفيديو الأصلي، عنده خطة معينة لتشويه صورة وائل غنيم. وهذه العقلية الفاسدة هيّ التي لفقت أخباراً استهدفت كثير من الناس. الخطر يكمن فيمن يخطط عالماً بمواضع الضعف عند الشعب المصريّ. ويضغط عليها ويحركه في الإتجاه الذي يناسبه. ويوقع السذج في شراكه وينال من الأمن العام . وقد تساءلت لم ظهر جزءاً واحداً من المحاضرة ولم تظهر كلها؟ كل ما أعرف أنّه كان هناك رجلاً يصور فانتبهت إليه إحدى الحاضرات وطلبت منه أن يكف عن التصوير ففعل. ولا أدري إن كان هذا صاحب المشاركة أم لا. لكن مهما ينشر من أخبار عن أناس بعينهم أو تيارات فكرية، يجب أن نتساءل ونفهم. ومهما يكن من أمر غنيم الذي أكد أنّه ليس بطلاً وأنّ الثورة ثورة شعب، فلا أحد يطالب الجميع بمحبته بل فليكرهه من يريد دون تلفيق. فنحن شعب لا يراهن على جهله إلا خاسر. وأملي أن نلقن أمثال مؤلف العنوان درساً في تروي الشعب المصري.
























































الأحد، 10 يوليو 2011

أين العدالة يا أوباما؟


مروة صبري                                                        

" تحققت العدالة "، هكذا وصف أوباما مقتل بن لادن زعيم القاعدة. ورقص الأمريكيون حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين عند البيت الأبيض على إثر سماع الخبر. فبعد عشرة أعوام من الحرب وثلاثة آلاف قتيل كما قالت مذيعة ال. سي.إن.إن.، استطاعت أمريكا أن تقتل بن لادن الذي يقال أنّه خطط لأحداث سبتمبر 2001. وسارع أوباما بإلقاء تصريح خاص وأعلن أنّ القبض على بن لادن كان على رأس أولوياته حين تولى الحكم. وأكّد بعض المذيعين الأمريكيين على أنّ هذه الليلة رائعة وأنّ الشعب لم يفرح هكذا منذ فترة. وأنّ الرئيس السابق بوش يستحق الشكر وكذلك أوباما.
 وإن صح الخبر فيعد العثور على بن لادن أول وعد من وعود الحملة الإنتخابية يوفي به أوباما وربما يكون الأخير قبل أن تنتهي فترة رئاسته في 2012. لذا فإنّ من المتوقع أن يضخم الحدث عن حجمه الذي يستحق. واتسمت مظاهر الفرحة التي اعترت شوارع بعض المدن الأمريكية بالمبالغة. فأنا مع تفهمي لحجم الجرح الأمريكي بأحداث سبتمبر وتعاطفي مع أسر الضحايا الأبرياء، إلا أنني أحب أن تتوازن المشاعر حتى ولو ثبت أنّ بن لادن هو المسئول عن هذه المأساة. وذلك لأنّ من يعرف أنّ دولته تنفق بليون دولاراً يومياً على حروبها في العالم وفقراء شعبه يزدادون، لا يرقص. من يعرف أنهّ باسم العثور على بن لادن دمرت أفغانستان وباكستان والعراق، لا يرقص. من يعرف أنّ مئات الآلاف من المدنيين والأطفال الذين قتلوا في تلك البلاد لهم أقارب يدعون على أمريكا ليل نهار، لا يرقص . ويطرح تساؤل: ما تأثير مقتل بن لادن على أمريكا؟ لا أظن أنّ التأثير سيتضمن تراجع القاعدة. فإنّه لم يكن لبن لادن ظهوراً في الفترة السابقة. وهو ليس  الرأس المدبر الأوحد في القاعدة. كما أنهّ اختار الموت حرباً مع أمريكا يوم أسس القاعدة. وأكّد اختياره حين قاوم لآخر لحظة بحسب التصريح الأمريكي. فالأوامر الأمريكية كانت واضحة، "أحضروه حياً أو ميتاً". وأتوقع أن القبض على بن لادن حيّ له وقع أشد. فلو استطاعت أمريكا أن تحضره حياً كما فعلت مع صدام حسين لفعلت ولاستخدم كدعاية انتخابية مجانية. فكلما قلت شعبية أوباما، نشر خبراً عن محاكمة بن لادن فتزداد شعبيته وهكذا.
وقد أتفهم حجم الفرحة لو كان موت بن لادن سيعيد الجيوش الأمريكية إلى بلادها أو يضمن تحصين أمريكا من أيّ عدوان عليها. أو كما تكهن البعض، أنّ وفاته على أيدي القوات الأمريكية سيرفع معنويات الجيش الأمريكيّ فينجز مهامه من تحقيق "الديمقراطية والعدالة". الحقيقة أنّ المتوقع هو العكس. فإنّ خبر وفاة بن لادن قد فتح النار على باكستان التي أسلمته من ناحية، ويزيد من عمليات القاعدة ضد الجيش الأمريكي في باكستان وأفغانستان بدرجة يحتمل أن تقلب المعايير لصالح القاعدة وليس العكس. فطالما أمريكا تنظر إلى أحداث سبتمبر على أنّها فعل وليس رد فعل لسياستها الخارجية وعلاقتها بإسرائيل فسيظل العدوان مستمراً . فعن أيّ عدالة يتحدث أوباما؟




من يراهن على تسرع الشعب المصري؟


                                                       

                                                                             مروة صبري

                       
راهن البعض على تسرع الشعب المصري، وأثاروا زوبعة جديدة تتهم وائل غنيم بأنّه يهدد بالتظاهر ضد الجيش. بدأت الحكاية بزيارة وائل غنيم للولايات المتحدة الأمريكية والتي ألقى فيها محاضرتان، أحدهما في جامعة ستانفورد، والأخرى في المركز الإسلامي بمدينة سانتا كلارا بكاليفورنيا. وعلى الرغم من عدم توافر إذناً بتصوير الفيديو، إلا أنّ أحد الحضور في محاضرة المركز الإسلامي صور بعض الحوار. وطفى التسجيل على اليوتيوب باللغة الإنجليزية مصوراً من بعيد ومن بين كرسيين حتى لا ينتبه أحد. كان عنوان المحاضرة "الثورة المصرية"، أمّا عنوان الفيديو المنشور فكان: (وائل غنيم يهدد بالمظاهرات ضد الجيش في حديث بأمريكا). و لأنّ الجيش خط أحمر فقد وجد مواطناً آخر أنّ العنوان لا ينصف الجيش فاختار عنواناً أسخن: (فضيحة وائل.. يهدد بالمظاهرات ضد الجيش في حديث بامريكا). ثمّ يعلق الناشر على الخبر ويكتب ( خيانة عظمى وائل كوهين يهدد بالمظاهرات ضد الجيش). وشاهد الفيديو  بعض الذين لا يعرفون اللغة الإنجليزية. وبناء على ما لم يفهموه من الكلام، قرروا أنّ غنيماً فعلاً يهدد  بمظاهرات ضد الجيش. وبما أنني حضرت المحاضرتان في الولايات المتحدة، رأيت أنّ من واجبي ترجمة كلام وائل غنيم والذي جاء إجابة على سؤال عن الموقف مع الجيش.
قال وائل غنيم: "بالنسبة لي الجيش ركن. لا أريد أن أرى الجيش يتفكك أو أن أراه يتعرض لمشاكل. في الوقت ذاته أريد أن أرى منهم شفافية. أريد أن أراهم يعترفون بأخطائهم. وأريد أن أقنع الناس أنّ الجيش لو أخطأ فلا بأس . الناس في مصر اعتادوا على مبارك الذي لم يخطيء طوال ثلاثين سنة. من وجهة نظر الصحافة، كان دائماً الشخص المصيب. ثقافة الإعتراف بالخطأ في غاية الأهمية وكل الناس تخطيء. ما أريد أن أراه في مصر الجديدة هو أنّ الناس يخطئون. من منا لا يخطيء؟ آخر ما أريد أن أراه هو تجنيب الجيش في ركن ولكمه في الوجه. فمن هو الجيش؟ هو آخر خط في الثورة. هذا لا يعني أن نقبل أيّ شيء يفعله ولكنّهم قبلوا حكم البلاد. وأنا أنظر بتفاؤل لنواياهم وأؤمن أنّهم يقولون ما ينتوون القيام به. وأنّهم يريدون تسليم السلطة بأسرع وقت ممكن وبغض النظر عن كون المصريين مستعدين لهذا أم لا. فالجيش يريد أن يعود لعمله ويترك كل هذه الأمور المستجدة عليه. مسئوليتنا أن نبقيّ الضغط لكن في الوقت ذاته نتواصل معهم وقد نستخدم الإعلام إن استدعى الأمر لإبلاغهم بخطأ ارتكبوه. ولكن يجب أن نبدي صبراً. وأريد أن آخذ في الإعتبار عدة أمور، فعندنا نظام سرق 90% من ثرواتنا وأريد أن أتأكد أنّنا لن نضر بلادنا وتقدمها."         
فأين التهديد للجيش في ما قاله غنيم؟ ربما يكون الناشر الأصليّ للفيديو اختار عنواناً يدل على المحتوى الحقيقي للمادة  ثمّ بدل غيره العنوان. وليس فرضاً على جميع المصريين أن يتقنوا الإنجليزية، لكن فرض عليهم أن يتحروا فنحن لسنا عرائس تحرك بلا فهم.
والخطير أنّ بعض شباب اليوتيوب غضب من كلام غنيم الذي لم  يقله. وعبروا عن غضبهم بطريقة لا تمد للواقع بصلة. فطالب البعض بمقاضاته بتهمة الخيانة العظمى. ووصل الأمر إلى حد تهديده بالقتل. وقد يكون مبعث ردود الأفعال العنيفة هو الوطنية وحب مصر. ولكنّه حب الدبة التي قتلت صاحبها.و من يقرأ التعليقات تحت الخبر يدرك أنّ المشكلة ليست في عدم فهم اللغة الإنجليزية. المشكلة أننا لا نسمع بعض ولا نقبل أن نغير رأينا حتى لو كان خطأ. على سبيل المثال، لم يذكر وائل غنيم أنّه يجمع تبرعات. كل ما قاله هو "استثمروا في مصر وزوروا مصر". ومع ذلك كان بعض التعليقات أنّه زار أمريكا لجمع المال. انتقد غنيم السياسة الأمريكية الخارجية وقال أنّ ثورات الدول العربية أفاقت أمريكا وتوقع أن تتغير السياسة الأمريكية لتكون أكثر إنصافاً. وجاءت بعض التعليقات أنّه عميل أمريكي. لكن التعليق الأكثر ابتكاراً كان عن إدعاء أنّ الشعار المحفور على المنصة التي تحدث منها غنيم،  عبارة عن نجمة داوود. بينما يرمز الشعار إلى العمارة الإسلامية وعليه أول ثلاثة حروف في اسم المركز الإسلامي،
MCA (Muslim Community Association)
ولا أستطيع أن أعفي مبارك من تدهور نظام التعليم إلى درجة سمحت للسباب والعنف أن ينهي جل حواراتنا.  لكن جزءاً كبيراً يتحمله كل من يظلم دون تبين. فكما قال أحد المعلقين على الفيديو، إن لم تفهموا اللغة فاسألوا. لكن من المؤكد أنّ مختار عنوان الفيديو الأصلي، عنده خطة معينة لتشويه صورة وائل غنيم. وهذه العقلية الفاسدة هيّ التي لفقت أخباراً استهدفت كثير من الناس. الخطر يكمن فيمن يخطط عالماً بمواضع الضعف عند الشعب المصريّ. ويضغط عليها ويحركه في الإتجاه الذي يناسبه. ويوقع السذج في شراكه وينال من الأمن العام . وقد تساءلت لم ظهر جزءاً واحداً من المحاضرة ولم تظهر كلها؟ كل ما أعرف أنّه كان هناك رجلاً يصور فانتبهت إليه إحدى الحاضرات وطلبت منه أن يكف عن التصوير ففعل. ولا أدري إن كان هذا صاحب المشاركة أم لا. لكن مهما ينشر من أخبار عن أناس بعينهم أو تيارات فكرية، يجب أن نتساءل ونفهم. ومهما يكن من أمر غنيم الذي أكد أنّه ليس بطلاً وأنّ الثورة ثورة شعب، فلا أحد يطالب الجميع بمحبته بل فليكره من يريد دون تلفيق. فنحن شعب لا يراهن على جهله إلا خاسر. وأملي أن نلقن أمثال مؤلف العنوان درساً في تروي الشعب المصري.






















الأحد، 10 أبريل 2011

إحنا تربيتك يا ريس مروة صبري


القانون يؤكد أنّ المتهم بريء حتى تثبت إدانته. أمّا إن كان هذا المتهم رئيساً لدولة تحكم بالحديد والنار منذ ثلاثين عاماً وله أجهزة إعلامية ضخمة تقيء كل ما يريد في آذان شعبه. فكيف أصدق أنّه بريء. بريء مم؟ من الكسب غير المشروع؟ ألهذا أتعب نفسه وتحدث إلى العربية؟ وهل الكسب غير المشروع هو أسوأ ما في سجله وسجل أولاده؟ لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا وزراء داخليته لكفاه إثماً. لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا وزيريّ إعلام النفاق والفواحش لكفاه إثماً. لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا تراجع مكانة مصر بين الدول وهشاشة العلاقات مع الدول العربية لكفاه إثماً. لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا خالد سعيد وسيد بلال لكفاه إثماً.  لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا حصار غزّة لكفاه إثماً. لو لم يكن إلا.. أين تنتهي القائمة؟ هل أضيف تزوير إرادة الشعب أم الفقر أم الرشاوي أم انحدار الصناعة والإقتصاد أم المواد المسرطنة أم مستشقيات الحكومة البالية أم التعليم المشلول ، أم.أطفال الشوارع أم الإنفلات الأمني أم التسيب أم..أين تنتهي القائمة ولِكم من الأسماء والأفعال تتسع.
من قلص محاسبة مبارك في الثروة الغير مشروعة ومتى صدقتنا يا مبارك حتى نصدقك الآن؟ وغداً تظهر براءة سائر العصابة فالإجرام فن هم رواده. وأوقن أنّ الوقت المتبقي لمبارك أو الشريف أو نظيف أو غيرهما وإن ثبت عليهم شيء، لن يكفي لتأدية فترة العقوبة. ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. وأنا لا ألوم الجيش فقد صرح أنّ محاسبة النظام القديم من تخصصات النائب العام. كما أعلم وأنا لست قانونية أنّ التسرع وعدم إحكام الإجراءات القانونية قد يؤدي بانفلات المجرم من العقاب. وأنّ بناء قضية متينة يتطلب وقتاً وخاصة وأنّ مخضرمي الإجرام يستعينون بمحاميين مخضرمين في اللف والدوران. ولكم أتمنى أن يتم القبض على المسئولين المخلوعين بقانون الطواريء حتى تتم تجهيز ملفاتهم. فالبلد في حالة طواريء أكثر من ذي قبل. وهم أصحاب فكرة القبض بدون إتهام حفاظاً على الأمن العام. فليذوقوا ما تجرعناه عقوداً وكله بالقانون. وأخيراً أوقف الجيش عند وعده بأنّ أحداً لن يفلت من المحاسبة مهما برع في التبجح وتلبيس العمم فلم تعد عممهم تسع رءوسنا التي تعي أكثر مما يتخيلون. وختاماً أريد أن أقول للسيد الرئيس السابق: عيب ده احنا تربيتك يا ريس. معقولة تضحك علينا بكلمتين؟ 

السبت، 9 أبريل 2011

شر الحليم بقلم مروة صبري

الشهور القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لإسرائيل. ليس لأنّ مصر ستنقض إتفاقيتها معها وليس لأنّ أراجيزها يسقطون واحداً تلو الآخر ولكن لغباء إسرائيل المعروف عنها. فقد قال تعالى: (كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارً۬ا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُ‌ۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَسَادً۬ا‌ۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ) (المائدة الآية 64). فهم ليسوا أهل سلم ولا يستطيعون التعايش معه. بل إنّه لولا فضل الله ثمّ كفاح الشعب الفلسطيني لما توقفت حدود إسرائيل عند فلسطين. فقد قال موشي ديان يوم دخوله مدينة القدس في يونيو 1967، " لقد وصلنا أورشليم ومازال أمامنا يثرب وأملاك قومنا هناك."


فعقيدتهم التي ينسبونها ظلماً لله عزّ وجل توحي إليهم أنّهم شعب الله المختار وعلى البقية الإذعان. وبهذه الغطرسة، فإنّ إسرائيل هيّ التي ستبدأ بالعدوان وسترتدي ثوب الطفلة البكّاءة كما هيّ عادتها وتدّعي أن ما فعلته إن هو إلا دفاعاً عن النفس. وستهدهدها ماما أمريكا وتثأر لها بغضب سينفجر في وجه سياسة أمريكا الخارجية الرعناء. فالهوّة تتسع بين المبادىء التي يتربى عليها الشعب الأمريكي في المدارس والجامعات من إحترام للحريات والعدالة والمساواة، وبين سياسة أمريكا الخارجية وبخاصة تجاه القضية الفلسطينية.. فالأخيرة لا تحمل شيئاً من المناهج المدارسية. فالأمريكيّ مسالم بطبعه ولو خيرته ما اختار أن يناصر ظالماً. ولكن رجال إسرائيل في الكونجرس الأمريكي يقنعونه أنّ الذئب بريء.

سياسة تكميم الأفواه لا تدوم. وقد قال أوباما حين كان يوجه رسالة لمبارك أيام الثورة المصرية الأخيرة:"إن كبت الأفكار لا ينجح أبداً في القضاء عليها." وأرجو أن يوجه رسالة مماثلة لإسرائيل المزعومة. ولكن كيف وقد استكثر الصهاينة توجيههه العزاء لأسر ضحايا أهل غزة مع تعزيته لضحايا الحافلة الإسرائيلية. فما يحدث لأهل غزّة يستحقونه وإسرائيل دوماً ضحية وعلى الجميع التصديق. وتعجب إسرائيل لثورة المسلمين. وكيف لا يثور المسلمون وقد ثار المنصفين من المسيحيين واليهود على السواء؟

الإدارة الأمريكية الآن تواجه محناً من كل الأوجه. فقد خلف بوش بحكمته ميراثاً منهكاً. فأمريكا مديونة وتعاني عجزاً صارخاً في الميزانية وأكثر المتضررين هم الشعب الأمريكي المسالم. الفئة الكادحة أو الياقة الزرقاء كما يطلق عليها الأمريكيون فاض بها وبدأت شكواهم تشق الآذان الصمّاء. مستوى المعيشة في أمريكا ينحدر يوماً بعد يوم. فمدارس تغلق ومستشفيات تضن بالعطاء والعديد لا يملك تأميناً صحياً على الرغم من أنّه من متطلبات المعيشة الأساسية في بلد تتكلف فيه زيارة الطبيب الواحدة مئات الدولارات. ومع ذلك فإنّ الدعم المادي لإسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين لم يتوقف.

اتصل أمريكيّ ببرنامج إذاعيّ يتساءل،"لقد قيل لي دوماً أنّه لا يوجد مالاً كافياً للتعليم أو العلاج فلمَ يتوفر دائماً للحروب؟" فالأمريكيون يفيقون ويعون يوماً بعد يوم مدى تعارض مصالح إسرائيل مع مصالحهم. فإن استمرت إسرائيل في عدوانها الغاشم على فلسطين وحشر أنيابها في كل بلدان الأرض لضمان بقائها، فالمسألة مسألة وقت قبل أن تتعالى الأصوات الأمريكية بالتبري من إسرائيل. لو تنصلت أمريكا من إسرائيل، لخسرت إسرائيل فهيّ وحدها لا تستطيع مواجهة ثمن جرائمها. والدليل على غباء الإدارة الإسرائيلية هو أنّها تكثف عدوانها ضد أهل غزّة هذه الأيام. فبحسب عقلهم المحدود يظنون أنّ التوقيت مناسباً لتحقيق أكثر مكاسب قبل أن تقوم للعرب قائمة. وفي الوقت نفسه، فإنّ أياديهم المرتعشة تثير الفتن في مصر وغيرها. فليس من مصلحة دولة قامت على السرقة والغدر أن تسمح لجارتها بالنهوض. فسيخططون ليل نهار لذبذبة أمن مصر حتى يروق لهم التمادي في طغيانهم بلا محاسب.

ما سقط سهواً من حسابات إسرائيل المزعومة هو أنّ المسلمين قد يكونون بلا قائد وبلا أمان ولا يعلمون ما يحمله الغد لهم، لكن صحوة تغيير الحال التي يمرون بها والعزيمة التي تفجرت والطاقة المتأهبة للنهضة لو وجهت على إسرائيل لأنهتها. فماذا تفعل إسرائيل في جنود يحرصون على الموت حرصها هيّ على الحياة. قال تعالى:(ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا. يودُّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر) (البقرة الآية 96). حقاً أين يفرون من العذاب جراء أفعالهم من قتل للأطفال وسفك للدماء الطاهرة وتشريد للأسر وترويع للآمنين والتجسس وإثارة الفتن وإشاعة الفاحشة وإشعال نار الحروب وغيرها من أفعال ستكون سبباً في تدميرهم. فإنّ الظلم لا يأتي بخير. وليحذر قادة إسرائيل المزعومة من غضبة العرب. ولو كان بهم ذرة عقل لأحسنوا لأهل فلسطين ولأهل غزّة فهم في قلب كل عربيّ وفي قلب كل مسلم. ولو لم ترتدع إسرائيل فلا مبارك ولا قذافي ولا صالح ولا بن عليّ يوقف سيل الطالبين للعدالة منهم. فإن كانت إسرائيل تملك المال والأسلحة فالمسلمون يملكون الشجاعة التي لا تعترف بهزيمة. قال تعالى: (لا يقاتلونكم جميعاً إلاّ في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون) (الحشر الآية 14)

) كل هم العرب الآن هو بناء أوطانهم فلو استثارتهم إسرائيل لانشغلوا بهدمها هيّ. فإن كانت إسرائيل تحرص على بقائها فلتحرص على بقاء فلسطين آمنة. فإن ما يؤذي فلسطين يؤذي كل مسلم بل وكل عربيّ. ولو عقلوا لكفوا أيديهم عن مصر. و لما أوقدوا النار فلهيبها سيشوههم وليتقوا شر الحليم فقد غضب.





الخميس، 7 أبريل 2011

نظارة الوحدة

نظارة الوحدة


مروة صبري



قامت الثورة المصرية ولم تستطع قوة في الشرق أو في الغرب أن تحبطها. بل إنّ كل المحاولات جاءت بردة فعل عكسية على رأس النظام البالي. وقدّر الله عزّ وجل لها النجاح في الإطاحة بنظام مبارك. وقتل سيناريو التوريث الذي كان يرفع ضغط الدم عند المصري كلما ذكر وغار حسالة النظام أمثال فاروق حسني وصفوت الشريف وأحمد نظيف الذي لم يستطع المحافظة على نظافة سجله. وبينما كان الناس يحتفلون بتنحي مبارك، كنت أحتفل بميلاد الأمل بعد أن تشبعت القلوب باليأس.

تكاتف الجميع. عجّ ميدان التحرير بالمصريين غير مبالين ملتحي أم حليق، محجبة، منتقبة أم لا، مسلم، مسيحي، ليبرالي..لم يهم للحظة. الوحيدون الذين اهتموا بهذه التقسيمات هم مشاهدو التلفاز أعضاء حزب الكنبة كما أطلق عليهم. أمّا من كان بالميدان فكان همه العمل لا الكلام.

الآن بعد أن هدأت الأمور بشكل نسبي وعاد الطلاب إلى المدارس والجامعات وعادت الناس إلى أشغالها وفتحت متاجر البيتزا والكباب، نسينا أن هدفنا واحد. نسينا أن النجاح الذي حققناه حتى الآن ينسب إلى مصر بأكملها. الفضل يرجع لله قبل كل شيء ثمّ لتوحد إرادتنا فإن خسرنا الأخيرة خسرنا. المشكلة تكمن أنّ في ميدان التحرير كان العدوّ ظاهر يبتغي الحماية من النظام الذي كانت بيده الأسلحة. أمّا الآن فالعدوّ جبان متخف يدرك أنّ قوته في اختفائه فهو لا يريد أن ينزع عنه الستار ولكن بصماته واضحة. فأرجو من المصريين لبس نظارة الوحدة لنقد الأخبار. وليتساءل الجميع قبل التحمس مع أو ضد أيّ خبر وقبل التسرع بالضغط على زر المشاركة، ما هدف كاتب الخبر؟ فقد تعلمنا في كلية الإعلام أنّ لكل رسالة إعلامية هدف. وتعلمنا أنّ مصداقية الإعلامي تبنى على أعوام وقد تهدم في لحظة بسبب خبر كاذب. فإن نشر خبراً كاذباً ولم تعتذر الجريدة أو القناة فقد فقدوا مصداقيتهم.

السبت، 29 يناير 2011

خطاب مبارك

 
خطاب محمد حسني مبارك رئيس مصر، ترك المصريون في حيرة من أمرهم. فقد ظنّوا أنّهم عبروا عن أنفسهم بشكل واضح. ففي البداية ألفوا كثيراً من الأغاني ونظموا الشعر وصنعوا أفلام فيديو تحمل رغبتهم في تنحي مبارك وكل من من طرفه عن الحكم. فلما لم تصل الرسالة، تظلموا وأعلنوها مدويّة في كثير من الصحف وعلى شبكات الإنترنت وترجمت الرسالة إلى لغات عديدة. فلما لم تفهم الرسالة، أشعلوا في أنفسهم النار. فلما لم يستوضح مبارك بغيتهم، ثاروا في الشوارع منادين بإسقاط النظام حاكماً وحكومة. وأكّدوا رغبتهم في إسقاط مبارك أولاً. لما طال صمت الحكومة، لجأوا إلى لغة الصم والبكم. فأسقطوا صورته وأشعلوا فيها النيران. لم يفهم مبارك فرسموا وجهه وأمامه حذاءاً يشوطه.  ظهر مبارك في التلفاز فتأمل المتفائلون خيراً ولكنّ آمالهم تهاوت حين أدركوا أنّه حتى الآن لم يفهم مبارك.  

الأحد، 3 أكتوبر 2010

الزيّ المدرسي بقلم مروة صبري



الزيّ المدرسي

بقلم مروة صبري

أذكر مدرستي ورفاقي كما أنّه بالأمس. ولا أستطيع أن أذكر مدرستي بدون تصوري بزيّها الأزرق الفاتح بلون السماء والقميص الذي تغير لونه بتغير المرحلة الدراسية من زهريّ اللون إلى لون السماء وأخيراً إلى اللون الأبيض بعد أن وصلنا إلى الثانوي. أذكر مديرة المدرسة تمر بين الصفوف لتتأكد من اتباع الجميع لمواصفات الزيّ. وأذكر أيضاً تحايل البعض على تلك القوانين الصارمة. فمن سمع عن شباب في سن التحور ( ما يسمى ظلماً بالمراهقة) يذعنون مقهورون للوحات ثابتة؟ ولكن تحايل عن تحايل يفترق. فبينما كان منا من يخالف في لون السترة: فقد كان من البنات من تضيّق وتقصّر ملابسها وتطلي أظافرها مما يتنافى مع أظهر أسباب فرض زيّ مدرسيّ.

لن أزعم للحظة أني أحببت زيّ مدرستي. بل لو وكّل ليّ الأمر لاخترت أفضل وأرقى منه لأنقذ زميلاتي المتحرجات من منظره الذي أكأبهنّ ذهاباً وعودة. فاحساس البعض وهنّ في مرحلة الإعدادي والثانوي أنّ ما يفرقهنّ عن طالبات قسم الإبتدائي هو لون أكمام القميص التي تظهر بالكاد من تحت مريلة المدرسة لأمر مخذي لشابة تحاول النضج. لكن زيّ مدرستي أشعرني بالانتماء لجدرانها وطلابها وفنائها وكل ما ومن فيها. زيّ مدرستي منع من التفاخر بالملابس الذي أنهك الفتيات في الغرب. زيّ مدرستي جعل كل منا تعرف مسبقاً ما سترتدي قي السنة الدراسية كلها فلا داعي لإضاعة وقت البكور الثمين في انتقاء ما تظن كل منا أنّه سيعجب قريناتها. زيّ مدرستي عصم كل منا من تعكير صفو يومها إن لم تكن ملابسها على المستوى المطلوب أو تعرضت لانتقاد لاذع بسبب مظهر زائل.

على الرغم من السلبيات المحيطة بوجود زيّ مدرسيّ من شباب يكرهون الجمود ومن آباء يشكون المبالغة في الأسعار، فإنّ الالتزام بزيّ يدريء مفاسد رحمنا الله بفضله منها.



الأحد، 19 سبتمبر 2010

الأب الخفيّ بقلم مروة صبري

في الحضانة، سألت المدرسة الأطفال "ماذا تريدون أن تكونوا حين تكبرون؟" انطلقت يد طفلة في الهواء:"أريد أن أكون فتاة قوّة!" بينما قفز ولد من مكانه و قال:"أنا أريد أن أكون سوبر مان!" بالأمس كنا نسمع :"أريد أن أكون مثل أبي ،أو أريد أن أصبح مثل أمي". أما الآن فهناك آباء آخرون وراء الشاشة يقتدي بهن أبناؤنا.


لقد أصبح التلفاز جليسة أطفال متوفرة و موّفرة و مسليّة، فلا يكاد المشاهد الصغير يمل منها فهو يقلب من قناة لأخرى دون رقيب في كثير من الأحيان . و لكن مع الأسف، هذه الجليسة آخر ما تفكر فيه هو مصلحة أبنائنا حتى في أفلام الرسوم المتحركة، اللهم إلا القليل. فالطفل المصري يقضي في المتوسط 28 ساعة أمام الشاشة أسبوعياً أىّ أكثر من يوم يضيع أمام التلفاز و تزداد هذه الفترة في العطلات. فلنرتدي نظارة كارتونيّة لدقائق و نزن من خلالها جدوى هذه البرامج الموجهة لأطفالنا.

ينصح العلماء المختصون بشئون الطفل أن نجنب الأطفال دون سن الثالثة مشاهدة التلفاز مطلقاً. فقد وجدت دراسة قام بها د. ديمتري كريستاكيز، مدير معهد صحة الطفل بمستشفى الأطفال و المركز المحلى للدراسات بواشنطن، أنّ فى عينة قوامها ألفىّ طفلاً أنّ كل ساعة يقضيها الأطفال ما بين السنة و الثلاث سنوات أمام التلفاز تزيد من احتمالات تعرضهم لنقص الانتباه بنسبة 10% و الذى لا تتضح أعراضه إلا فى السابعة من العمرمما يؤثر على تحصيلهم الدراسي. فما بين عام و ثلاثة أعوام ينمو المخ بسرعة فائقة . و مما يساعده على النمو السليم هو الاحتكاك مع الناس من حوله و التلفاز يحد من فترة هذا الاحتكاك. كذلك فإنّ عقل الطفل يحلل كل ما يراقبه و يستخلص منه معلومات تساعده في التعامل مع البيئة المحيطة، فإذا وضعناه أمام التلفاز و خاصة الكارتون لسرعة تلاحق مشاهده،فنحن نصب للعقل كماً هائلاً من المواقف و المعلومات و لا ندع له وقتاً لتفهمها و تحليلها مما يبرجل المخ و يعجزه عن النمو الطبيعي.

يقيّم الطفل ما وراء الشاشة واقعياً كان أم خيالياً من خلال معرفته لعالمه و لعالم التلفاز. ففي الثالثة من العمر، يتعلم الطفل أنّه لا يمكنه التحكم فيما يعرض وراء الشاشة. و ما بين الثالثة و الرابعة، يدرك أنّ عالم التلفاز مختلف عن عالمه و مع ذلك فهو يقلدما يراه في هذه النافذة السحريّة و يتعلم من أبطالها.

تقول مروة عفيفي معلمة بمرحلة الحضانة و أم لطفلين:" أرى الأطفال يحبون أن يلبسوا مثل أبطال الكارتون و يتشبهون بهم كرجل العنكبوت أو سبايدر مان،و باتمان،و سندريلا، و الأميرة النائمة، و غيرهم، و في رأيي أنّ هذه الشخصيات هىّ مصدر سعادة للطفل و لكن المشكلة تظهر إذا ما قلد الأطفال الأخطاء التي يرونها. فقد رأيت من الأولاد من يحاول تقليد الأمير في الأميرة النائمة و من البنات من تتقمص شخصيتها."

إنّ أفلام الرسوم المتحركة و التي تستقبل بيوتنا جلها من الغرب، تتجاهل في كثير من الأحيان قيّم مجتمعاتنا الدينية و الاجتماعية بل و قيّم المجتمعات الغربية أيضاً. ففي قصة عروس البحر، و الأسد سيمبا ، نجد أن تجاهل أوامر الكبار هو ما جعل من هذه الشخصيات أبطالاً. فأين طاعة الوالدين و احترام الكبير و العطف على الصغير في هذه الأفلام؟

الكارتون و العنف

كثير من أفلام الرسوم المتحركة تعلم مشاهديها الأبرياء أنّ العنف هو الحل الأمثل للتعامل مع المشكلات. فالطفل يرى الفتوّات لا يعاقبون على أخطائهم و لا يندمون أو حتى يتحملون أىّ توابع و إذا لم يحضرك مثال لذلك فاسترجع حبكات المسلسل الشهير توم و جيري. فالعلاقة بين القط و الفأر لا يشوبها السلام إلا قليلاً أما الأصل فهما إمّا يستخدمان آلات حادة ،أو متفجرات ثمّ يقوم كل بطل في المشهد التالي كأنّ شيئاً لم يكن. مثال آخر هو مسلسل أبطال القوّة. ففي خلال ساعة واحدة، يتعرض الطفل لمائتيّ حركة عنف، حتى أنّ كندا منعت عرضه في منتصف التسعينيات و لكن للأسف فما زال بمقدور الطفل الكندي أن يتابعه عن طريق البث الأمريكي. و يا حسرة على الطفل العربي المتروك بلا رقيب وكثير من الآباء مطمئنون أنّه مجرد كرتون أطفال.

إنّ تأثر المشاهد بالعنف على الشاشةً أصبح من المسلمات. فكل الدراسات التي عنيت بالأمر منذ سبعينيات القرن السابق وجدت علاقة طردية بين العنف في التلفاز و العنف في سلوك الأطفال المتفرجين اللهم إلا ثماني عشرة دراسة. احدى الدراسات التي قام بها عالمان من جامعة ستانفورد الأمريكيّة هما ألبرت باندورا و روس بلورت هذا التأثير. فقد أخذ العالمان مجموعتين عشوائيتين من الأطفال و وضعا مجموعة "أ" في غرفة و عرضا فيلماً لبنت تضرب دمية. و وضعا مجموعة "ب" في غرفة أخرى و عرضوا فيلماً لبنت تلعب حفل شاىّ مع نفس الدمية. بعد عرض الفيلم، أعطيّ للمجموعتين دميتان كالاتي رأيناها في الفيلم فبينما ضربت المجموعة الأولى عروستها، لعبت المجموعة الثانية بلطف مع نفس العروسة.

ميرال مأمون، طبيبة و أم لأربع أطفال تضع قوانين لمشاهدة التلفاز داخل بيتها، "أنا و زوجي قدوة لأولادنا و نحن نتأكد ألّا يحتل أحداً مكاننا. أنا لا أدع أولادي يشاهدون الكارتون إلا فى العطلة الأسبوعية و أنتقي ما يشاهدونه و أفحصه فأعرف بالضبط ما يتعرضون إليه. إنّ أولادي ككثير من الأطفال، يتعلقون بالشخصيات الكارتونيّة و لكنّي أتأكد من أن تظل هذه الشخصيات وراء الشاشة فلا تصاحبنا في حياتنا."

تصريح غير متعمد

سئلت ملك (ثلاث سنوات)، و من المعجبين بدورا المكتشفة، "لماذا تحبين دورا؟" أجابت: "أحب دورا لأنّي أحبها جداً." فالأطفال لا حيلة لهم إلا التعلق بمن يشاهدونه. إنّ سجيتهم و فضولهم البرئ هو الذي يربطهم بكل من يشبع شغفهم للمعلومات، نافعة كانت أو ضارة. و بدون تعمد من الآباء،يعطون تصريحاُ لصناع الإعلام بتفتيح أعين أولادهم على موضوعات يعتقد أولياء أنهم وحدهم يملكون حق تقرير الأسلوب و التوقيت الأمثل لمناقشتها. فالكارتون الغربي أحياناً ما يعرض لعيد الحب أو الفلانتاين مما يحمله من ترويج لفكرة الحب المبكربين الأولاد و البنات. إنّ تعرض الأطفال لبعض المواد قبل أوانهم و بدون حريص يوجههم، من شأنه أن يذيب الخط الفاصل بين الحلال و الحرام و بين الصواب و الخطأ. و طريقة رسم الشخصيات الكارتونية يخدعنا ككبار. فشكلهم البرئ يجعلنا نتغاضى عن سلوكياتهم السلبيّة أحياناً. على سبيل المثال، أثبت العلم بما لا يدع مجالاً للشك أنّ التدخين ضار جداً بالصحة ،و مع ذلك نجد الشخصيات الكارتونية تدخن و لكن و لسبب ما خاص بالرسام، فالأشرار يدخنون سجائر عادية في حين يفضل الطيّبون الغليون مثلما في 101 دالميشن.

هل كل الرسوم المتحركة الغربية سيئة؟

مما لا شك فيه أنّ ليست كل الرسوم المتحركة سيئة بل بالعكس فهناك عروض قريبة من الطفل تتعرض لمواقف و مشاكل واقعيّة و حلولها غالباً ما تكون واقعيّة أيضاً حتى للطفل العربي. و لكن على الآباء تحري أوقات عرضها كدبب البرنستين و فرانكلين و دورا المكتشفة,و كايّو.هذه الشخصيات يمكن أن تكون بمثابة أدوات لترفيه و تعليم الأطفال. هذه العروض، تدعمها قناةPBS التابعة للحكومة الأمريكيّة و التي تنتقي ما يعرض فيها ليتلاءم مع رسالتها التعليميّة الموجهة.

تقول ليندا سيلفياس، أحد مؤسسي مشروع "كورنرستون" أو "حجر أساس"، و هو مشروع تربوي لأطفال الولايات المتحدة "إذا قدمت الرسوم المتحركة صورة إيجابية للطفل عن نفسه و عن الكبار حوله فلن ينتج إلا آثارا إيجابية عند الطفل أما الصور السلبية فلها نتائج سيئة."

ماذا أفعل مع طفلى إذا أغلقت التلفاز أو حددت أوقاته؟

ولقد ربى الآباء أولادهم بدون تلفاز من وقت آدم عليه السلام و كذلك تستطع أنت. و لكن اشغال الأطفال بأنشطة طبيعيّة و مفيدة بعيداً عن الوالد الاليكتروني ليس بالأمر السهل ولكنه مفيد و اليكم بعض المقترحات لابعاد أو تقليص الاعتماد على التلفاز كأداة وحيدة لتسلية الطفل.

• اقضي وقتاً مع الأطفال و ليس فقط حولهم فوجودك في نفس الغرفة ليس كافياً

• نعود أنفسنا على التحدث مع أطفالنا و الاستماع إليهم و إن كانوا رضع

• غرفة الطفل ليست مكاناً لجهاز التلفاز أو الانترنت أو غيرهما من الأجهزة الإليكترونية

• اقرأ لطفلك كل يوم حتى يتعلم أنّ الكتب هىّ صديقنا الأمثل و هىّ التي نلجأ إليها لأخذ المعلومات

• اروي للطفل قصص القرآن و سيّر من يصلحون أن يكونوا قدوة بصورة شيقة

• إذا وجدت مكتبة للطفل قريبة فاحرص على التردد عليها و الاستعارة منها فلو أخمدنا التلفاز لحلت الكتب محله تدريجيا

• اجعل الورق و الألوان في متناول يد الطفل فهذه أيسر طريقة لتنمية القدرة الابداعيّة لديه

• لا تفترض أنّ كل الرسوم المتحركة مناسبة لطفلك دون تحرى

• يمكن للأطفال أن يستغنوا عن التلفاز بالكليّة و لكن إذا تعذر ذلك فلنعلمهم أن يفكروا و يحللوا ما يرونه و لا يأخذونه على علته.

و أخيراً فإذا حضر الوالد الإليكتروني للبيت فيجب على الوالد البشري ألا يترك عجلة القيادة أو في هذه الحالة، الريموت كنترول.

انتهى

©مروة صبرى

الخميس، 9 سبتمبر 2010

ولى رمضان

ولى رمضان


بقلم: مروة صبري

من الغد ستطلق الشياطين حرة في الغواء والمعصية بعد أن عصمني ربي من كبارهم طيلة شهر لينظر أأهتديّ أم أكون من الذين لا يهتدون.

ولى رمضان وفي كل عام أتساءل: لم تكون قراءة جزء من القرآن يسيرة في رمضان بينما تشق في سائر أشهر السنة؟

لم يكون إطعام الطعام محبب أشحذ له الهمم في رمضان بينما يحتاج لاستعدادات طويلة سائر السنة؟

لم أستقل عملي مهما سما في رمضان بينما أكتفي بالنزرالقليل سائر السنة؟

أكل ذلك من الشياطين؟ لا أستطيع أن أظلم شياطين الجن بينما شياطين الإنس يرتعون. إنّه الوهن أو حب الدنيا وكراهية الموت الذي ملأ القلوب. إنّها النفس الأمارة بالسوء التي تذبذب أولوياتنا فيرتقي المفضول على الفاضل. إنّه ضعف الهمة الذي أضعف أمتنا.

أنا لا أعلم ما رمضان كما علمه النبيّ صلى الله عليه وسلم ولكني وبعلمي الضئيل، أتمنى أن تكون السنة كلها رمضان.

©مروة صبري 2010-09-09



الأحد، 30 مايو 2010

هكذاعاش الحب ستين عاماً؟ كتبت مروة صبري

كنت أقود سيارتي عندما لمحت جارة عجوز أمريكية تتعثر وهىّ تجر سلة القمامة الخالية لتعيدها إلى حديقتها. توقفت أعرض عليها المساعدة فأبت وبكت. كانت أول جملة تقولها هيّ: "مات زوجي منذ عامين. أنا أفتقده كثيراً." تحدثت إليها قليلاً لعلي أخفف عنها. حسرتها توحي بحداثة الجرح بالرغم من مرور عامين.


تعدد مروري عليها وفي كل مرة كانت تضيف لي حكاية جديدة عن ذلك الرجل الذي عاشرته ستون عاماً. أهم ما ذكرته هو أنّه كان يعمل بيده في البيت فبنى سوراً وكان يقلم الأشجار ويقوم بما يحتاجه المنزل من أمور. وقالت بيقين،"من لا يفتقد رجلاً كهذا؟"

لفت إنتباهي أنّها كانت تذكر مجاملات زوجها لها على بعض طباعها وتبتسم ولم تذكر أىّ نقص عنها أو عنه. ألأنّه مات؟ ألم يتشاجرا قط؟ يالها من قصة لم أسمع أو أقرأ عنها حتى في كتب عجائب الدنيا.

صدمتي الكبرى أتت حين أخبرتني أنّ كلاهما كان متزوجاً من قبل. فبحسب الدراسات فإنّ معدل الطلاق في الولايات المتحدة من الزواج الثاني أكبر منه في الأول. و لكنّ جارتي التي تبلغ من العمر تسع وثمانون عاماً تفتخر بدوام زواجها الثاني ستون عاماً فقالت لي في أحد محادثاتنا:" الزواج اليوم لا يدم عامين في كثير من الأحيان حتي أني أتساءل لم يتزوج الشباب إن لم يكن الإستمرار من أهدافهم؟"

أخيراً سألتها:"كيف عاش زواجكما ستين عاماً؟"

فأجابت دون تفكير:" مدار الأمر كله على التآلف. فقد كنا نتشارك اللوم في أىّ خلاف. فلم نتشاجر قط بل كلما عرض أمر، يعتذر كلانا للآخر. مهما كان الخطأ صغير، فهو يستحق الإعتذار."

هكذا عاش الحب ستون عاماً.



الأربعاء، 19 مايو 2010

توت عنخ أمون قد يكون مات بسبب ملاريا

توت عنخ أمون قد يكون مات بسبب ملاريا


كتبت مروة صبري

أعلنت قناة BBC البريطانية كما نشرت صحيفة نيو يورك تايمز نتائج آخر الأبحاث التي أجريت على جثمان توت عنخ أمون (1323- 1341 ق م) لمعرفة أسباب الوفاة المبكرة. كان الملك الصغير ضعيف البنية و يعاني من أكثر من نوع من الخلل الصحي حين توفىّ في التاسعة عشر من عمره. و لكنّ العلماء اليوم أكدوا أنّ أقوى سبب مفترض للوفاة هو الإصابة بملاريا حادة مصحوبة بحالة دمور في العظام كان يعاني منها الملك الشاب.و قد وجد الباحثون آثار للملاريا في مومياوات أخر و كما تقول نيو يورك تايمز فإنّ هذا ليس بالمستغرب في مكان كوادي النيل.

و قد جرت عدة تجارب و تعرض جثمان الملك الصغير لعدد من التحاليل المعملية للتوصل لأسباب الوفاة لتي داهمته في عنفوان الشباب. و ثبت من خلالها وجود كسر في رجله حدث قبيل الوفاة يحتمل أن يكون من وقعة مما قد حمّل على جهازه المناعي الضعيف بالإضافة لخلل العظام مؤدياً لوفاته. هذه الدراسة الحديثة التي استخدمت تقنية إشعاعية متقدمة مع إختبار الحامض النووي أحبطت نظرية أن يكون توت عنخ أمون مات قتلاً كما اقترح بعض المؤرخين و الكتاب من قبل.

توت عنخ أمون كان ابناً لإخناتون و على الرغم من صغر سنه و قلة فترة حكمه إلا أنّ شهرته فاقت كثير من الفراعنة و ذلك لما خلفه من آثار. فقد اكتشف قبره في عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر و أدهش العالم حالته التي تحدت عوامل البيئة و بخاصة قناعه الذي دفن به و الذي يعد ابداعاً فنياً لا يقدر بثمن.

التقنية المستخدمة في هذا البحث الذي ترأسه عالم المصريات زاهي حواس، قد تفتح مجالاً للإجابة عن أسئلة ماتت أجوبتها بموت أصحابها. و لكنّ دكتور ماركل الطبيب المؤرخ يجادل أن استخدام الإشعاعات المتقدمة و التقنيات الوراثية في دراسة التاريخ يثير تساؤلات أخلاقية عن خصوصية الأموات و مدى جدوى هذه الأبحاث للإنسانية؟ هل ستساعدنا في تجنب بعض الأمراض التي تهددنا اليوم كالأنفلونزا؟ هل ستغير فهمنا للتاريخ؟ كلها أسئلة تحتاج إلى أجوبة.











حتى النغمات سرقها أولاد العم

حتى النغمات سرقها أولاد العم


مروة صبري

تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية في شهر إبريل بتراث الشرق الأوسط وبالأمريكيين الذين يعود أصلهم لهذه البقعة من العالم. مظاهر الإحتفال تظهر في بعض الجامعات في شكل تقديم حلوى مصاحبة بموسيقى. ومن المعروف أنّ بلاد الشرق الأوسط تزدهر بالحلوى الشرقية والموسيقى. وعلى الرغم من أنّ هاتان الإثنان لا يعدان من الإنجازات التي ترفع هامة الدول عالياً. إلا أنّهما قد يكونا أفضل من صور الإرهاب والفقر التي تتصارع برأس المواطن الأمريكيّ كلما وردت كلمة "الشرق الأوسط" أو "العرب". فرضىّ الأمريكيون العرب بهذا النصر المخجل والإعتراف المجمل بكيانهم ولكن الهم لم يرضى بهم.

فإنّ شبح إسرائيل المزعومة يسيطر على هذا الإحتفال في كثير من الجامعات بإعتبارهم وعلى الرغم من أنف الجميع، من دول الشرق الأوسط. فالموسيقى المسموعة تشبه نغمات العرب ولكن وضعها موسيقار إسرائيلي والحلوى شبيهة بالحلوى العربية ولكنها صنعت بأيدي أولاد العم. فكما سطوا على أرض فلسطين، سطوا على الشرق الأوسط كله ولو اسماً حتى تظل إسرائيل المزعومة حيّة في أذهان الشعب الأمريكي الذي يجهل جلّه ما وراء هذه الحلوى من معانٍ.

أما شهر مايو فهو شهر الإحتفال بالتراث اليهوديّ. وبالتالي ستسيطر إسرائيل ثانيةً على الإحتفال. فمن المحال في هذا الزمن أن يذكر اليهود دون ذكر إسرائيل. ومن المؤكد أن المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي هتلر وما يقاسيه اليهود في سبيل أبسط المطالب الإنسانية في إقامة دولة لهم ولو على حساب شعب فلسطين لأمر يستحق التعاطف. ولا يأل اليهود الصهاينة وسعاً في جذب الإنتباه لقضاياهم. فقد عرفوا أنّ الحلوى والدموع على المحرقة هما من أفضل وسائل التأثير على العالم. هذه الخلطة السرية لها تأثير السحر ولكن كثرة الحلاوة تولد الغصّة وكثرة الدموع تولد القسوة وحينئذ يكون العالم مستعداً لسماع الحقائق.

الأربعاء، 24 مارس 2010

شلبية الأمريكية كتبته مروة صبري

شلبية الأمريكية كتبته مروة صبري

 حينما كنت أعيش في المعمورة، كان كل ما يصلني عنّ أمريكا أنّها بلد مثالية و كل من فيها أغنياء و مثقفون. ساعد على هذا التصور ما كنا نسمعه من أخبار تحمل إنفعالات و انبهارات من مصريين عائدين من الخارج. عضد من هذا التصور أيضاً نجاح الأمريكيين في صناعة الأفلام والمسلسلات التي تصور الحلم الأمريكىّ بكل أبعاده من سيارة فارهة وبيت كالقصر في سعته ونظافته وزوج وزوجة جميلي المنظر. وتزداد الطينة بلة إذا كان البطل رومانسياً و يحرص على سعادة زوجته واحترام رأيها في حين تعاني شلبية من سوء معاملة حسنين لها وغلظته عليها.

الممثلة الأمريكية نحيفة فيظن المتفرج المصري أنّ كل الأمريكيات يحافظن على رشاقتهن ولكن إذا عاد حسنين إلى بيته و لم يجد الصواني المحمرة معدة لمعدته، نسىّ ما تعلمه في الفيلم الأمريكي وعاش في دور رشدي أباظة في فيلم الزوجة ال13.
فإذا انتهى من الطعام، قلب جهاز التليفزيون على المسلسل الأمريكىّ اليومي و قارن قوام شلبية بجانيفر وينسى حسنين أن يقارن كرشه بقوام مارك زوجها. وتاه عن حسنين أيضاً أنّ مارك يأكل أكلاً بسيطاً وكثيراً ما يطهوه هو أو على الأقل يغسل الأطباق بعد العشاء.

أما شلبية فتنظر إلى جانيفر على أنّها مدللة، أنانية، لاتستحق زوجاً كمارك. وتقارن شلبية طبيخها الشهىّ الذي يتحاكى به البعيد والقريب بأكل المستشفيات الذي وضعته البطلة لزوجها على الطاولة وتقول:"الله يسامحك يابا، انت السبب."

ولن أكذب وأدعي أنّ شخصية مارك وجانيفر لا توجد في المجتمع الأمريكىّ بل بالعكس فهما شخصيتان حقيقيتان ولكن الحقيقة الغائبة أيضاً هىّ أنّه يوجد شلبية أمريكية يسيء إليها زوجها وقد تعاني من السمنة وتعيش عيشة المستضعفين وترضى ذلاً يفوق خيال قرينتها المصرية. و بالتالي يوجد حسنين أمريكىّ لا يرحم و لا يقدر ولكنّه إن عرض في التلفاز،هرب المشاهدون فكما أنّه شخصية غير مرغوبة في الواقع،فهو غير مرغوب وراء الشاشة أيضاً وإذا ظهر فلن يكون هو البطل ويتلاشى حضوره أمام مارك و أمثاله وكذلك بالنسبة لشلبية وأشباهها.

هناك بيوتاً أمريكية فارهة حقاً ولكنها مشتراة بالديون من البنك وتقسط أثمانها مع الفوائد (كما يحلو للبعض تسميتها) على مدة خمس وعشرين إلى خمس وثلاثين عاماً وإذا قصر الأمريكىّ في السداد قبل أن يسدد فوائد البنك،خسر كل شىء. وفي مناطق غير بعيدة من هذه القصور،يوجد شققاً تضيق بأهلها الأمريكيون أيضاً الذين يعملون أكثر من وردية رجالاً كانوا أم نساءاً ليوفروا ما يسد رمقهم وهم دائماً مهددون بالطرد إن لم يوفروا الإيجار في أول يوم من الشهر. هؤلاء لا يمثلون استثناءاً كما يمكن أن يتصور البعض بل يكاد أن يكون كل أمريكىّ مر بهذه اللحظة في مرحلة ما من حياته ويكون محظوظاً إذا تخطاها إلى بر الأمان لأنهّ لا يوجد سعة في كثير من الملاجىء المعدة للمشرد ين. التشرد و الشحاذة أصبحا ظاهرتين يقابلهما كل من يمر بالشوارع الأمريكية يومياً.

فإليك يا أخت شلبية وإليك يا أخ حسنين أقول أغلقوا التلفاز فمن أغلق التلفاز فقد فاز ورضىّ بعيشته ولو على لمبة جاز. ©مروة صبري 2010





الخميس، 11 مارس 2010

هل يعود الأزهر؟

هل يعود الأزهر؟


كتبت مروة صبري

مات شيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي يوم الأربعاء في المملكة العربية السعودية على إثر أزمة قلبية حادة عن اثنين و ثمانين عاماً. أسأل الله أن يدخله فسيح جناته فيتقبل حسناته و يتجاوز عن سيئاته. وفاة شيخ الأزهر السابق في المدينة و دفنه في البقيع من العلامات الطيبة التي أغبطه عليها.و كم أتمنى أن أرى علامات لعودة الأزهر كمنارة للعلم لا تخشى في الله لومة لائم. العالم بأثره يتطلع إلى الأزهر الذي ضعفت مواقفه مع تقدم عمره. الأزهر كان مكانة لا ينتمي إليها أحد إلا رفع. كان الأزهر فوق السياسة و الساسة،يرتقي فترتقي معه الهمم فأرجو من الله الكريم أن يعيده و يولي قيادته خيارنا.

لقد شغل اسم سيد طنطاوي مساحات عريضة من الصحف و المجلات سواء بحكم منصبه أم بحكم فتاواه التي كثيراً ما أثارت جدالات نافعة و ضارة على السواء. مات شيخ الأزهر ولا أملك إلا أن أسأل الله أن يحاسبه حساباً يسيراً فمن نوقش الحساب يهلك و لا أتمنى الهلاك لبشر. مات شيخ الأزهر اليوم و اليوم ترفع عنه أقلام الملائكة و أسوة بهم أرفع قلمي.

الثلاثاء، 2 مارس 2010

حماة الوطن © مروة صبري 2010


حماة الوطن © مروة صبري 2010

نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عدد الثاني و العشرين من فبراير قصة مواطن مصري يدعى فاروق سيد،مات في السجن بعد تعرضه للاستجواب على يد الشرطة في مصر. مات سيد في ظروف سكتت عنها الشرطة تاركاً وراءه أربع أطفال أكبرهم في السابعة من عمرها، و زوجة و أم لم تجف دموعهما و لكن زوجته تؤكد أنّ جسده يحمل علامات ضرب مبرح و كدمات.
أكد المغسل الذي قام بتغسيله و تكفينه تبرأه إلى الله من قتلة هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين، و قال أنّه يرى حالات وفاة كل يوم و لكن يبدو أنّ فاروق مات ضرباً. جسد فاروق يحمل كدمات على الصدر و الظهر و اليدين.
تقول الصحيفة أنّ فاروق كان له سبقة في التعامل مع المخدرات و لعمله كقهوجىّ، فهو قادر على أن يتسمع و يجمع معلومات تفيد الشرطة في القبض على تجار المخدرات في المنطقة. و لما رفض فاروق،ضيّقت عليه الشرطة و من وقت لآخر كانوا يهددونه بالقبض عليه أو دفع رشوة و قد دفعا عدة مرات. إلا أنّ في المرة الأخيرة قبيل عيد الفطر كان قد وصل لمرحلة من الضيق جعلته لا يخاف من الشرطة. طلب منه ضابطاً مالاً فتعذر بأنّه لا يملك ما يشتري به لأولاده هدايا للعيد فأخذ على القسم و اختفى و انقطعت معلوماته. كانت زوجته تحمل له طعاماً كل يوم و تترك دون أن يسمح لها بمقابلة زوجها و لا تدري إن كان الطعام وصل إليه.
وصل للزوجة عن طريق ممرضة تعمل بمستشفى محلي أنّ ميتاً قد وصل إلى المستشفى يطابق أوصاف فاروق. هرعت تقوى إلى المستشفى فأدخلوها عليه و هو مغطىً بملاءات إلا وجهه و أمرها ضابط آخر ألا تكشف الغطاء عن جسده لأنّه يحرم عليها رؤيته بحسب الشريعة الإسلامية على حسب رأيه و لكنّها أزالت الغطاء فوجدت آثار التعذيب من كدمات و تورمات على جسد والد أطفالها.
مر على الوفاة أشهر و قتلة فاروق ما زالوا يتمتعون بحريتهم و المفترض أنّ العثور عليهم أمر يسير، فقد قتل في حيازة الشرطة المصرية.
هذا ما أوردته الجريدة الأمريكية باختصار و هذا ما قرأه الأمريكيون عن تعامل الشرطة في مصر مع الشعب. و مما سمعناه عن شرطتنا (حامية الشعب) من هنا و هناك فإنّها ليست بسابقة.
ولكن و من المفارقات الغريبة أنّه في ذات اليوم الذي نشر فيه هذا التحقيق، صدر تقريراً عن سوء تعامل بعض أفراد الشرطة في لوس أنجلوس مع الأحداث المسجونين هناك. وقد وردت تعديات تنم عن استغلال بعض ضباط الشرطة الأمريكية لنفوذهم ضد هؤلاء الأحداث. و على الرغم من أنّ اعتداءاتهم لم تصل إلى القتل كما حدث على يد حماة مصر الحبيبة، إلا أننا لابد و أن نفكر في الصلة بين الخبرين. من المؤكد أنّ السلطة فتنة لا تقوى علي مقاومتها نفوساً ضعيفة.فكيف تقوى النفوس إن لم يكن الإيمان بالله موجود؟
ضابط الشرطة الأمريكي يخضع لقوانين و تبعات صارمة كما يخضع لتدريبات في فن التعامل مع الشعب شريفاً كان أو غير ذلك فهو ما يزال إنساناً له أن يحترم حتى تثبت عدم إنسانيته. الشرطة عند الأمريكيين مهنة محترمة و ضابط الشرطة حقاً في خدمة الشعب و إن لم يفعل فسطوة القانون فوق سطوته. و مع ذلك فمنهم من يفتتن بسلطته المؤقتة فيسيء استخدامها و عندما يثبت الإتهام عليه،يلقى توابع تقصيره أما إذا أخلص عمله، وجد راتبه و حوافزه تهنئه.
ضابط الشرطة في مصر لا يدخل المهنة إلا مكرهاً في أغلب الأحيان لمجموعه الضعيف في الثانوية العامة و تحت ضغط الأهل حتى يضمن وظيفة و امتيازات مدى الحياة. بعضهم يتميز بالغلظة و خاصة ضد من تثبت عليه تهمة الفقر. السلوك السلبي للعديد من ضباط الشرطة في مصر يسيء إلى المهنة و ممتهنيها.أسأل الله أن يرسل فيهم من يقوي نفوسهم و يذكرهم بالهدف الأسمى لعملهم.
جميعنا يحتاج إليهم و توقعاتنا منهم كبيرة ،فهل أعددنا حماة الوطن لحماية الوطن و هلا اخترناهم من خيرة شباب البلد لتعود ثقتنا في بلدنا و حكومتنا التي هم ممثلوها. ضابط الشرطة إن أحسن عمله و نيته فهو مجاهد في سبيل الله، فهلا ذكرناهم لعلهم يتذكرون. ©مروة صبري 2010







الاثنين، 15 فبراير 2010

متجول مايكروفوني بقلم مروة صبري ©


متجول  مايكروفوني

بقلم مروة صبري©

يوجد بالولايات المتحدة قناة إذاعية خاصة بصوت المحافظين و لا أدري على أىّ شيىء يحافظون. أهم ما يميز من يعملون بهذه القناة هو صوتهم العالي و انفعالاتهم المبالغة فهم و إن كانوا )أمريكان( فإن مبدأهم في عملهم هو المثل القائل "الغجرية سيدة جيرانها". مما يميز هؤلاء المذيعين أيضاً هو إصرار و تأكيد كل منهم على أنه الأمين الجريء، ذي المبادىء الثابتة. أحياناً أجدني في حالة سكينة تسمح لي بسماع عشر دقائق من مهاتراتهم بحجة الفضول الذي هو قدر صحافىّ كتب علىّ ثم لا ألبث أن أعاتب نفسي و أقول يا ليتني قزقزت لب كان أفيد.

يوم الجمعة كان يوم سكينة و غلبني فضولي و أنا أقلب في قنوات المذياع فتوقفت عند صوت ذكرني ببائع الطماطم في بلدي الحبيب و شاء القدر أن يمكن من آذان عابرة سبيل مثلي و إذا به يهاجم ميشال أوباما ثم أوباما ثم اللذين خلفوا أوباما ثم اليوم الأسود الذي رأى فيه أوباما.

يقول بائع الروبابيكيا (مع كامل إعتذاري و تقديري لكل بائع متجول كادح لا ميكروفوني) أنه يعلم بل و متأكد أن أوباما ليس أمريكىّ الجنسية! لماذا يا هذا؟ قال:" لأننا لا نملك إثباتاً إلا ورقة، مستند و لم يتقدم أحداً ليقول أنه أو أنها تذكر من 48 سنة أن شابة وضعت هذا المولود في مستشفى بهاواىّ؟ لا أحد؟ لا أحد يذكر ميلاد أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي؟"

ويتعجب المتحدث من هذا و يعجبه منطقه الذي أحمد الله أن حرمني منه و ينوه بأن ما يحدث هو أضحوكة يتكتم عليها البعض لمصالح شخصية.

المصيبة هنا لا تنحصر في أن مثل هذا مكن من آذان الناس بل الكارثة أنه مكن من عقولهم. فعلى الرغم من أن من الأمريكيين من يفكر بعمق و أنهم تربوا على ذلك، إلا أن منهم من يثقون في صوت المحافظين لأن هذا ما وجدوا عليه آباءهم فيأخذون المعلومات عن طريق الفم حتى لا تمر على المخ الذي قد يتساءل عن مصداقيتها.

هذا النابغة يشكك في مستند رسمي مختوم من جهات رسمية من ولاية تابعة للولايات المتحدة فهىّ على حد قوله مجرد ورقة و كان سيصدق أحداً يدعي بعد قرابة خمسين سنة أنه يتذكر أن شابة بيضاء جاءت في ليلة ظلماء لتضع طفلاً سمراء (أسمر بس القافية تحكم) يالها من وقعة سوداء.

كتبته مروة صبري©

السبت، 24 أكتوبر 2009

إنّ بعض الظنّ إثم بقلم مروة صبري

إنّ بعض الظنّ إثم بقلم مروة صبري



اقتربت من طفل صديقتي لألاعبه فلم أستطع من رائحة السجائر القوية المنبعثة منه. و أشفقت عليه و على رئتيه البضتين و عزمت أن أحدث أمه في الأمر من أجل مصلحة قرة عينها. ظللت أفتش عن مدخل مناسب أفاتحها به حتي لا أجرح مشاعرها أو أخسرها. و قبل أن أتحدث، راجعت معلوماتي السابقة عن أسرة هذه الأخت فعلمت أنّ بالأمر سر. فأنا أعرف جيداً أنها نشأت في بيت مستقيم و كذلك زوجها و لا يمكن أن يقترب أحدهما من التدخين. فاقتربت من الرضيع مرة أخرى أكذب أنفي الذي أصر على موقفه. إنها رائحة سجائر دون شك.

يجب أن أنقذ هذا الطفل و لو بنصيحة. نحن نعيش في غربة و لا يحتك ابن صديقتي بأحد إلا والديه مما يؤكد أنّ الأم حتماً تعرف مصدر الرائحة. ألصقت أنفي في قميص الطفل و أنا أدفع فكرة أن والده يدخن فسألت أختي في الله و براءة الأطفال في عينىّ عما إذا كانت وضعت عطراً لابنها قبل مغادرة المنزل. أعرف أنّ رائحة العطر تختلف اختلافاً كلياً و جزئياً عن رائحة السجائر و لكن من يضمن ما يدور بأمخخ مصنعي العطور؟ أنا شخصياً لا أثق في كل إبداعاتهم و لكنّ المشكلة أنّ صديقتي ضحكت و قالت:"أتظنين أنّ عندي وقت لهذا؟" قاتلة بذلك آخر أمل عندي في دفع ظنّ السوء فكان لابد من سؤال صريح بأدب و ابتسامة،:"هل زوجك مدخن؟" فضحكت مرة أخرى و قالت،"هل نحن (وش) ذلك؟" فسألتها عن رائحة السجائر التي تفوح من ابنها فضحكت أكثر و قالت "أصلي نسيت حلة اللحمة على البوتاجاز و خرجت. الحمد لله ربنا ستر بس الريحة مسكت في كل حاجة حتى الهدوم اللي في الدولاب."

كتبته مروة صبري©2009



الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

حكايات أسرة فريدة

حكايات أسرة فريدة
تأليف:مروة صبري

ترررررررن! دق جرس المنبه في تمام الساعة السادسة رغم أنف الأستاذ فريد،"يووه! ما تطفوا المنبه ده. الواحد ما بقاش عارف ينام في البيت ده!"
الأستاذة فريدة،"يعني انت بس اللي نفسك تنام و احنا مش بني آدمين؟"
"أنا شغال طول النهار إنما انتي ممكن ترجعي تنامي.""يا سلام! هو اللي عنده عيال زى عيالك و جوز زيك يعرف ينام."
قامت الأستاذة فريدة بعد أن انتهت مع زوجها من تمرينات الصباح للأحبال الصوتية و بهذه الشحنة توجهت إلى غرفة ابنها حسن و بحركة واحدة فتحت باب الغرفة و أشاحت الستار لتنسكب آشعة على حسن و لتتأكد من أن الجرعة كافية طيرت اللحاف ليرتعش حسن المسكين ،"يا ماما بقى!"
"قووووم!"
انطلقت الأستاذة فريدة إلى الغرفة الثانية حيث ينام البنات ولكنها أبطأت الخطى و الصوت و بهدوء شديد أيقظت ندى و نور حتى لا تقلق نوم الرضيع الذي استيقظ على أىّ حال و بدأ سيمفونية النكد المنفردة مما أدى إلى نظرات شزرة من الأستاذة فريدة إلى ابنتها الكبرى ندى،"عاجبك كده!"
أجابت نور،"عاجبني إيه؟ هو أنا عملت حاجة؟"
"هو ده اللي باخده منك، لسان و بس."
"بس يا ماما.."
"ما بسش، ما تكتريش في الكلام و اخلصي عشان ما تتأخريش."ذهبت السيدة فريدة إلى فراش ولدها عماد و احتضنته و هىّ تحاول أن تثنيه عن عزمه على مواصلة الفاصل البكائي بأن بدأت مقطوعة أخرى،"هاىّ و هاىّ و هاىّ و هاىّ، ياللي مليت الدنيا علىّ..
و لما زاد الطرب بالغرفة، انسحبت ندى و نور اللتين التقتا بحسن عند باب الحمام و بدأت مشادة كلامية بغرض تحديد من يهرب داخل الحمام أولاً كان من نتائجها أن قام الأستاذ فريد بالشبشب الزيكو مقاس 77 و هو يصيح،" إيه الأسلوب السوقي ده. هو ما فيش تربية؟" و لسر عجيب فقد أعاد التلويح بالزيكوالأمن إلى البيت و عادت الحدود إلى ما كانت عليه من هدوء قبل أن يدق المنبه في الساعة السادسة تماماً.

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

أمثلة للمقهورين فقط

"كتبت مروة صبري" أمثلة للمقهورين فقط
أحب الأمثلة الشعبية و أجد متعة في سماعها لما يحوي جلها من حكم خفية و ظاهرة. بعض الأمثلة يستوقفني و يجعلني أفكر في وقعه على الشعب المصري و على الأجيال التي تربت على سماع هذه الأمثال ك"امشي جنب الحيط لحد ما يجيلك الفرج". و لم يحدد المثل بالضبط العلاقة الوثيقة بين الحائط و الفرج و ما إذا كان السير بجانب الحائط لهدف معين أم أنه مشى بغرض تضييع الوقت. و بالنظر إلى الشارع المصري أجد أن الشعب محتار مثلي و أكبر دليل على الحيرة هو الوجوه الواجمة و الأفواه المفتوحة و إن لم تصدقني فإني أدعوك أخي المواطن المصري أن تراقب الناس في الشوارع. فستجد من يمشي بجانب الحائط بدون هدف و منهم من يمشي و ينظر يميناً و يساراً لعل الفرج يأتي من حيث لا يدري و منهم من تعب فوقف يراقب الجميع و يعلق على كل صغيرة حوله لأقرب مار. و هناك من أخذ المشى بجانب الحائط على أنه سعىّ حثيث حتى لا يضيع العمر و الحائط بالنسبة لهؤلاء هو الحيطة و الخطوات المستقيمة و هؤلاء يصلون بأمر الله لا محالة و حينئذ يفرحون بالفرج.

السبت، 17 أكتوبر 2009

الذنوب أحجام

بقلم مروة صبري

نعلم من القرآن و السنة المطهرة أن الذنوب تنقسم إلى كبائر و صغائر و أنّ في البعد عن كلاهما النجاة في الدنيا و الآخرة. أما في عصر الحاسوب الآلي و الديجيتال،أصبحت للذنوب انقسامات كثيرة من حيث الحجم فمن الذنوب ما هو كبير كشرب الخمر عمد الغالبية و منها ما لا يستحق الذكر و إن ذكرته نصحك الناس ب"يا عم صهين" مثل السكوت عن الحق و تجاهل الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ف"خليك في حالك" هو الرد المتوقع في حالة الحشريين أمثالك. و من الذنوب ما لم يعد ذنباً مثل معاكسة بنت الجيران و الكذب على الأبوين و عدم الإنصات لهم في سن الشباب و كأن الشباب اليوم مرفوع عنهم القلم.
لم يعد المرجع في تقييم الذنوب هو القرآن و السنة كما كان الحال من قبل إنما التقاليد و الأهواء و العقل و دواعي التطور و معلش. و على ذلك فإن الكبائر أصبحت من الفصائل الشبه منقرضة من الذنوب. فالربا أصبح فائدة و القتل في الأفلام يكون بحسب جماهيرية القاتل فلو كان القاتل عادل إمام، أصبح القتل مشروعاً أما إن كان من ممثلي الدرجة الثالثة فلا يحل له. و يذكرني هذا بابنة مخرج أفلام شهير حينما نقلت لي عن أبيها أن القبل في الأفلام ليست حراماً. و من وجهة نظر أبوية، لا يصح لهذا الأب أن يخبر ابنته الطفلة البريئة حينئذ أن أباها يروج لمعاصي في أفلامه حتى لا تهتز صورته أمامها فاختار أن تهتز صورة الدين. و يبدو أن الكثير يتبع هذه الحكمة و نعم بها. فبدلاً من أن نعترف بأخطائنا أو جهلنا، أحرى لنا أن نطور الدين و نوسعه بحيث يحتوي ذنوبنا جميعاً. فلماذا نقول بأن الحجاب فرض و النقاب فضل و أن بعضنا مقصرين، أليس من الأجدر أن نظهر و كأن كل شيء تمام و أن جماهير أهل العلم الذين حفظوا و درسوا القرآن و السنة و علوم القرآن و ألموا بعلم التفسير و علم الجرح و التعديل و أسباب النزول و النحو و الصرف و أدب تلقي العلم و فضل العلماء ، كلهم أخطئوا الفهم. أما الذين فاتهم كل ما سبق فلحكمة ما، هم الذين فتح الله عليهم من دون عباده و آتاهم من البصيرة ما فاقوا به الأولين.