الأحد، 3 أكتوبر 2010

الزيّ المدرسي بقلم مروة صبري



الزيّ المدرسي

بقلم مروة صبري

أذكر مدرستي ورفاقي كما أنّه بالأمس. ولا أستطيع أن أذكر مدرستي بدون تصوري بزيّها الأزرق الفاتح بلون السماء والقميص الذي تغير لونه بتغير المرحلة الدراسية من زهريّ اللون إلى لون السماء وأخيراً إلى اللون الأبيض بعد أن وصلنا إلى الثانوي. أذكر مديرة المدرسة تمر بين الصفوف لتتأكد من اتباع الجميع لمواصفات الزيّ. وأذكر أيضاً تحايل البعض على تلك القوانين الصارمة. فمن سمع عن شباب في سن التحور ( ما يسمى ظلماً بالمراهقة) يذعنون مقهورون للوحات ثابتة؟ ولكن تحايل عن تحايل يفترق. فبينما كان منا من يخالف في لون السترة: فقد كان من البنات من تضيّق وتقصّر ملابسها وتطلي أظافرها مما يتنافى مع أظهر أسباب فرض زيّ مدرسيّ.

لن أزعم للحظة أني أحببت زيّ مدرستي. بل لو وكّل ليّ الأمر لاخترت أفضل وأرقى منه لأنقذ زميلاتي المتحرجات من منظره الذي أكأبهنّ ذهاباً وعودة. فاحساس البعض وهنّ في مرحلة الإعدادي والثانوي أنّ ما يفرقهنّ عن طالبات قسم الإبتدائي هو لون أكمام القميص التي تظهر بالكاد من تحت مريلة المدرسة لأمر مخذي لشابة تحاول النضج. لكن زيّ مدرستي أشعرني بالانتماء لجدرانها وطلابها وفنائها وكل ما ومن فيها. زيّ مدرستي منع من التفاخر بالملابس الذي أنهك الفتيات في الغرب. زيّ مدرستي جعل كل منا تعرف مسبقاً ما سترتدي قي السنة الدراسية كلها فلا داعي لإضاعة وقت البكور الثمين في انتقاء ما تظن كل منا أنّه سيعجب قريناتها. زيّ مدرستي عصم كل منا من تعكير صفو يومها إن لم تكن ملابسها على المستوى المطلوب أو تعرضت لانتقاد لاذع بسبب مظهر زائل.

على الرغم من السلبيات المحيطة بوجود زيّ مدرسيّ من شباب يكرهون الجمود ومن آباء يشكون المبالغة في الأسعار، فإنّ الالتزام بزيّ يدريء مفاسد رحمنا الله بفضله منها.



الأحد، 19 سبتمبر 2010

الأب الخفيّ بقلم مروة صبري

في الحضانة، سألت المدرسة الأطفال "ماذا تريدون أن تكونوا حين تكبرون؟" انطلقت يد طفلة في الهواء:"أريد أن أكون فتاة قوّة!" بينما قفز ولد من مكانه و قال:"أنا أريد أن أكون سوبر مان!" بالأمس كنا نسمع :"أريد أن أكون مثل أبي ،أو أريد أن أصبح مثل أمي". أما الآن فهناك آباء آخرون وراء الشاشة يقتدي بهن أبناؤنا.


لقد أصبح التلفاز جليسة أطفال متوفرة و موّفرة و مسليّة، فلا يكاد المشاهد الصغير يمل منها فهو يقلب من قناة لأخرى دون رقيب في كثير من الأحيان . و لكن مع الأسف، هذه الجليسة آخر ما تفكر فيه هو مصلحة أبنائنا حتى في أفلام الرسوم المتحركة، اللهم إلا القليل. فالطفل المصري يقضي في المتوسط 28 ساعة أمام الشاشة أسبوعياً أىّ أكثر من يوم يضيع أمام التلفاز و تزداد هذه الفترة في العطلات. فلنرتدي نظارة كارتونيّة لدقائق و نزن من خلالها جدوى هذه البرامج الموجهة لأطفالنا.

ينصح العلماء المختصون بشئون الطفل أن نجنب الأطفال دون سن الثالثة مشاهدة التلفاز مطلقاً. فقد وجدت دراسة قام بها د. ديمتري كريستاكيز، مدير معهد صحة الطفل بمستشفى الأطفال و المركز المحلى للدراسات بواشنطن، أنّ فى عينة قوامها ألفىّ طفلاً أنّ كل ساعة يقضيها الأطفال ما بين السنة و الثلاث سنوات أمام التلفاز تزيد من احتمالات تعرضهم لنقص الانتباه بنسبة 10% و الذى لا تتضح أعراضه إلا فى السابعة من العمرمما يؤثر على تحصيلهم الدراسي. فما بين عام و ثلاثة أعوام ينمو المخ بسرعة فائقة . و مما يساعده على النمو السليم هو الاحتكاك مع الناس من حوله و التلفاز يحد من فترة هذا الاحتكاك. كذلك فإنّ عقل الطفل يحلل كل ما يراقبه و يستخلص منه معلومات تساعده في التعامل مع البيئة المحيطة، فإذا وضعناه أمام التلفاز و خاصة الكارتون لسرعة تلاحق مشاهده،فنحن نصب للعقل كماً هائلاً من المواقف و المعلومات و لا ندع له وقتاً لتفهمها و تحليلها مما يبرجل المخ و يعجزه عن النمو الطبيعي.

يقيّم الطفل ما وراء الشاشة واقعياً كان أم خيالياً من خلال معرفته لعالمه و لعالم التلفاز. ففي الثالثة من العمر، يتعلم الطفل أنّه لا يمكنه التحكم فيما يعرض وراء الشاشة. و ما بين الثالثة و الرابعة، يدرك أنّ عالم التلفاز مختلف عن عالمه و مع ذلك فهو يقلدما يراه في هذه النافذة السحريّة و يتعلم من أبطالها.

تقول مروة عفيفي معلمة بمرحلة الحضانة و أم لطفلين:" أرى الأطفال يحبون أن يلبسوا مثل أبطال الكارتون و يتشبهون بهم كرجل العنكبوت أو سبايدر مان،و باتمان،و سندريلا، و الأميرة النائمة، و غيرهم، و في رأيي أنّ هذه الشخصيات هىّ مصدر سعادة للطفل و لكن المشكلة تظهر إذا ما قلد الأطفال الأخطاء التي يرونها. فقد رأيت من الأولاد من يحاول تقليد الأمير في الأميرة النائمة و من البنات من تتقمص شخصيتها."

إنّ أفلام الرسوم المتحركة و التي تستقبل بيوتنا جلها من الغرب، تتجاهل في كثير من الأحيان قيّم مجتمعاتنا الدينية و الاجتماعية بل و قيّم المجتمعات الغربية أيضاً. ففي قصة عروس البحر، و الأسد سيمبا ، نجد أن تجاهل أوامر الكبار هو ما جعل من هذه الشخصيات أبطالاً. فأين طاعة الوالدين و احترام الكبير و العطف على الصغير في هذه الأفلام؟

الكارتون و العنف

كثير من أفلام الرسوم المتحركة تعلم مشاهديها الأبرياء أنّ العنف هو الحل الأمثل للتعامل مع المشكلات. فالطفل يرى الفتوّات لا يعاقبون على أخطائهم و لا يندمون أو حتى يتحملون أىّ توابع و إذا لم يحضرك مثال لذلك فاسترجع حبكات المسلسل الشهير توم و جيري. فالعلاقة بين القط و الفأر لا يشوبها السلام إلا قليلاً أما الأصل فهما إمّا يستخدمان آلات حادة ،أو متفجرات ثمّ يقوم كل بطل في المشهد التالي كأنّ شيئاً لم يكن. مثال آخر هو مسلسل أبطال القوّة. ففي خلال ساعة واحدة، يتعرض الطفل لمائتيّ حركة عنف، حتى أنّ كندا منعت عرضه في منتصف التسعينيات و لكن للأسف فما زال بمقدور الطفل الكندي أن يتابعه عن طريق البث الأمريكي. و يا حسرة على الطفل العربي المتروك بلا رقيب وكثير من الآباء مطمئنون أنّه مجرد كرتون أطفال.

إنّ تأثر المشاهد بالعنف على الشاشةً أصبح من المسلمات. فكل الدراسات التي عنيت بالأمر منذ سبعينيات القرن السابق وجدت علاقة طردية بين العنف في التلفاز و العنف في سلوك الأطفال المتفرجين اللهم إلا ثماني عشرة دراسة. احدى الدراسات التي قام بها عالمان من جامعة ستانفورد الأمريكيّة هما ألبرت باندورا و روس بلورت هذا التأثير. فقد أخذ العالمان مجموعتين عشوائيتين من الأطفال و وضعا مجموعة "أ" في غرفة و عرضا فيلماً لبنت تضرب دمية. و وضعا مجموعة "ب" في غرفة أخرى و عرضوا فيلماً لبنت تلعب حفل شاىّ مع نفس الدمية. بعد عرض الفيلم، أعطيّ للمجموعتين دميتان كالاتي رأيناها في الفيلم فبينما ضربت المجموعة الأولى عروستها، لعبت المجموعة الثانية بلطف مع نفس العروسة.

ميرال مأمون، طبيبة و أم لأربع أطفال تضع قوانين لمشاهدة التلفاز داخل بيتها، "أنا و زوجي قدوة لأولادنا و نحن نتأكد ألّا يحتل أحداً مكاننا. أنا لا أدع أولادي يشاهدون الكارتون إلا فى العطلة الأسبوعية و أنتقي ما يشاهدونه و أفحصه فأعرف بالضبط ما يتعرضون إليه. إنّ أولادي ككثير من الأطفال، يتعلقون بالشخصيات الكارتونيّة و لكنّي أتأكد من أن تظل هذه الشخصيات وراء الشاشة فلا تصاحبنا في حياتنا."

تصريح غير متعمد

سئلت ملك (ثلاث سنوات)، و من المعجبين بدورا المكتشفة، "لماذا تحبين دورا؟" أجابت: "أحب دورا لأنّي أحبها جداً." فالأطفال لا حيلة لهم إلا التعلق بمن يشاهدونه. إنّ سجيتهم و فضولهم البرئ هو الذي يربطهم بكل من يشبع شغفهم للمعلومات، نافعة كانت أو ضارة. و بدون تعمد من الآباء،يعطون تصريحاُ لصناع الإعلام بتفتيح أعين أولادهم على موضوعات يعتقد أولياء أنهم وحدهم يملكون حق تقرير الأسلوب و التوقيت الأمثل لمناقشتها. فالكارتون الغربي أحياناً ما يعرض لعيد الحب أو الفلانتاين مما يحمله من ترويج لفكرة الحب المبكربين الأولاد و البنات. إنّ تعرض الأطفال لبعض المواد قبل أوانهم و بدون حريص يوجههم، من شأنه أن يذيب الخط الفاصل بين الحلال و الحرام و بين الصواب و الخطأ. و طريقة رسم الشخصيات الكارتونية يخدعنا ككبار. فشكلهم البرئ يجعلنا نتغاضى عن سلوكياتهم السلبيّة أحياناً. على سبيل المثال، أثبت العلم بما لا يدع مجالاً للشك أنّ التدخين ضار جداً بالصحة ،و مع ذلك نجد الشخصيات الكارتونية تدخن و لكن و لسبب ما خاص بالرسام، فالأشرار يدخنون سجائر عادية في حين يفضل الطيّبون الغليون مثلما في 101 دالميشن.

هل كل الرسوم المتحركة الغربية سيئة؟

مما لا شك فيه أنّ ليست كل الرسوم المتحركة سيئة بل بالعكس فهناك عروض قريبة من الطفل تتعرض لمواقف و مشاكل واقعيّة و حلولها غالباً ما تكون واقعيّة أيضاً حتى للطفل العربي. و لكن على الآباء تحري أوقات عرضها كدبب البرنستين و فرانكلين و دورا المكتشفة,و كايّو.هذه الشخصيات يمكن أن تكون بمثابة أدوات لترفيه و تعليم الأطفال. هذه العروض، تدعمها قناةPBS التابعة للحكومة الأمريكيّة و التي تنتقي ما يعرض فيها ليتلاءم مع رسالتها التعليميّة الموجهة.

تقول ليندا سيلفياس، أحد مؤسسي مشروع "كورنرستون" أو "حجر أساس"، و هو مشروع تربوي لأطفال الولايات المتحدة "إذا قدمت الرسوم المتحركة صورة إيجابية للطفل عن نفسه و عن الكبار حوله فلن ينتج إلا آثارا إيجابية عند الطفل أما الصور السلبية فلها نتائج سيئة."

ماذا أفعل مع طفلى إذا أغلقت التلفاز أو حددت أوقاته؟

ولقد ربى الآباء أولادهم بدون تلفاز من وقت آدم عليه السلام و كذلك تستطع أنت. و لكن اشغال الأطفال بأنشطة طبيعيّة و مفيدة بعيداً عن الوالد الاليكتروني ليس بالأمر السهل ولكنه مفيد و اليكم بعض المقترحات لابعاد أو تقليص الاعتماد على التلفاز كأداة وحيدة لتسلية الطفل.

• اقضي وقتاً مع الأطفال و ليس فقط حولهم فوجودك في نفس الغرفة ليس كافياً

• نعود أنفسنا على التحدث مع أطفالنا و الاستماع إليهم و إن كانوا رضع

• غرفة الطفل ليست مكاناً لجهاز التلفاز أو الانترنت أو غيرهما من الأجهزة الإليكترونية

• اقرأ لطفلك كل يوم حتى يتعلم أنّ الكتب هىّ صديقنا الأمثل و هىّ التي نلجأ إليها لأخذ المعلومات

• اروي للطفل قصص القرآن و سيّر من يصلحون أن يكونوا قدوة بصورة شيقة

• إذا وجدت مكتبة للطفل قريبة فاحرص على التردد عليها و الاستعارة منها فلو أخمدنا التلفاز لحلت الكتب محله تدريجيا

• اجعل الورق و الألوان في متناول يد الطفل فهذه أيسر طريقة لتنمية القدرة الابداعيّة لديه

• لا تفترض أنّ كل الرسوم المتحركة مناسبة لطفلك دون تحرى

• يمكن للأطفال أن يستغنوا عن التلفاز بالكليّة و لكن إذا تعذر ذلك فلنعلمهم أن يفكروا و يحللوا ما يرونه و لا يأخذونه على علته.

و أخيراً فإذا حضر الوالد الإليكتروني للبيت فيجب على الوالد البشري ألا يترك عجلة القيادة أو في هذه الحالة، الريموت كنترول.

انتهى

©مروة صبرى

الخميس، 9 سبتمبر 2010

ولى رمضان

ولى رمضان


بقلم: مروة صبري

من الغد ستطلق الشياطين حرة في الغواء والمعصية بعد أن عصمني ربي من كبارهم طيلة شهر لينظر أأهتديّ أم أكون من الذين لا يهتدون.

ولى رمضان وفي كل عام أتساءل: لم تكون قراءة جزء من القرآن يسيرة في رمضان بينما تشق في سائر أشهر السنة؟

لم يكون إطعام الطعام محبب أشحذ له الهمم في رمضان بينما يحتاج لاستعدادات طويلة سائر السنة؟

لم أستقل عملي مهما سما في رمضان بينما أكتفي بالنزرالقليل سائر السنة؟

أكل ذلك من الشياطين؟ لا أستطيع أن أظلم شياطين الجن بينما شياطين الإنس يرتعون. إنّه الوهن أو حب الدنيا وكراهية الموت الذي ملأ القلوب. إنّها النفس الأمارة بالسوء التي تذبذب أولوياتنا فيرتقي المفضول على الفاضل. إنّه ضعف الهمة الذي أضعف أمتنا.

أنا لا أعلم ما رمضان كما علمه النبيّ صلى الله عليه وسلم ولكني وبعلمي الضئيل، أتمنى أن تكون السنة كلها رمضان.

©مروة صبري 2010-09-09



الأحد، 30 مايو 2010

هكذاعاش الحب ستين عاماً؟ كتبت مروة صبري

كنت أقود سيارتي عندما لمحت جارة عجوز أمريكية تتعثر وهىّ تجر سلة القمامة الخالية لتعيدها إلى حديقتها. توقفت أعرض عليها المساعدة فأبت وبكت. كانت أول جملة تقولها هيّ: "مات زوجي منذ عامين. أنا أفتقده كثيراً." تحدثت إليها قليلاً لعلي أخفف عنها. حسرتها توحي بحداثة الجرح بالرغم من مرور عامين.


تعدد مروري عليها وفي كل مرة كانت تضيف لي حكاية جديدة عن ذلك الرجل الذي عاشرته ستون عاماً. أهم ما ذكرته هو أنّه كان يعمل بيده في البيت فبنى سوراً وكان يقلم الأشجار ويقوم بما يحتاجه المنزل من أمور. وقالت بيقين،"من لا يفتقد رجلاً كهذا؟"

لفت إنتباهي أنّها كانت تذكر مجاملات زوجها لها على بعض طباعها وتبتسم ولم تذكر أىّ نقص عنها أو عنه. ألأنّه مات؟ ألم يتشاجرا قط؟ يالها من قصة لم أسمع أو أقرأ عنها حتى في كتب عجائب الدنيا.

صدمتي الكبرى أتت حين أخبرتني أنّ كلاهما كان متزوجاً من قبل. فبحسب الدراسات فإنّ معدل الطلاق في الولايات المتحدة من الزواج الثاني أكبر منه في الأول. و لكنّ جارتي التي تبلغ من العمر تسع وثمانون عاماً تفتخر بدوام زواجها الثاني ستون عاماً فقالت لي في أحد محادثاتنا:" الزواج اليوم لا يدم عامين في كثير من الأحيان حتي أني أتساءل لم يتزوج الشباب إن لم يكن الإستمرار من أهدافهم؟"

أخيراً سألتها:"كيف عاش زواجكما ستين عاماً؟"

فأجابت دون تفكير:" مدار الأمر كله على التآلف. فقد كنا نتشارك اللوم في أىّ خلاف. فلم نتشاجر قط بل كلما عرض أمر، يعتذر كلانا للآخر. مهما كان الخطأ صغير، فهو يستحق الإعتذار."

هكذا عاش الحب ستون عاماً.



الأربعاء، 19 مايو 2010

توت عنخ أمون قد يكون مات بسبب ملاريا

توت عنخ أمون قد يكون مات بسبب ملاريا


كتبت مروة صبري

أعلنت قناة BBC البريطانية كما نشرت صحيفة نيو يورك تايمز نتائج آخر الأبحاث التي أجريت على جثمان توت عنخ أمون (1323- 1341 ق م) لمعرفة أسباب الوفاة المبكرة. كان الملك الصغير ضعيف البنية و يعاني من أكثر من نوع من الخلل الصحي حين توفىّ في التاسعة عشر من عمره. و لكنّ العلماء اليوم أكدوا أنّ أقوى سبب مفترض للوفاة هو الإصابة بملاريا حادة مصحوبة بحالة دمور في العظام كان يعاني منها الملك الشاب.و قد وجد الباحثون آثار للملاريا في مومياوات أخر و كما تقول نيو يورك تايمز فإنّ هذا ليس بالمستغرب في مكان كوادي النيل.

و قد جرت عدة تجارب و تعرض جثمان الملك الصغير لعدد من التحاليل المعملية للتوصل لأسباب الوفاة لتي داهمته في عنفوان الشباب. و ثبت من خلالها وجود كسر في رجله حدث قبيل الوفاة يحتمل أن يكون من وقعة مما قد حمّل على جهازه المناعي الضعيف بالإضافة لخلل العظام مؤدياً لوفاته. هذه الدراسة الحديثة التي استخدمت تقنية إشعاعية متقدمة مع إختبار الحامض النووي أحبطت نظرية أن يكون توت عنخ أمون مات قتلاً كما اقترح بعض المؤرخين و الكتاب من قبل.

توت عنخ أمون كان ابناً لإخناتون و على الرغم من صغر سنه و قلة فترة حكمه إلا أنّ شهرته فاقت كثير من الفراعنة و ذلك لما خلفه من آثار. فقد اكتشف قبره في عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر و أدهش العالم حالته التي تحدت عوامل البيئة و بخاصة قناعه الذي دفن به و الذي يعد ابداعاً فنياً لا يقدر بثمن.

التقنية المستخدمة في هذا البحث الذي ترأسه عالم المصريات زاهي حواس، قد تفتح مجالاً للإجابة عن أسئلة ماتت أجوبتها بموت أصحابها. و لكنّ دكتور ماركل الطبيب المؤرخ يجادل أن استخدام الإشعاعات المتقدمة و التقنيات الوراثية في دراسة التاريخ يثير تساؤلات أخلاقية عن خصوصية الأموات و مدى جدوى هذه الأبحاث للإنسانية؟ هل ستساعدنا في تجنب بعض الأمراض التي تهددنا اليوم كالأنفلونزا؟ هل ستغير فهمنا للتاريخ؟ كلها أسئلة تحتاج إلى أجوبة.











حتى النغمات سرقها أولاد العم

حتى النغمات سرقها أولاد العم


مروة صبري

تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية في شهر إبريل بتراث الشرق الأوسط وبالأمريكيين الذين يعود أصلهم لهذه البقعة من العالم. مظاهر الإحتفال تظهر في بعض الجامعات في شكل تقديم حلوى مصاحبة بموسيقى. ومن المعروف أنّ بلاد الشرق الأوسط تزدهر بالحلوى الشرقية والموسيقى. وعلى الرغم من أنّ هاتان الإثنان لا يعدان من الإنجازات التي ترفع هامة الدول عالياً. إلا أنّهما قد يكونا أفضل من صور الإرهاب والفقر التي تتصارع برأس المواطن الأمريكيّ كلما وردت كلمة "الشرق الأوسط" أو "العرب". فرضىّ الأمريكيون العرب بهذا النصر المخجل والإعتراف المجمل بكيانهم ولكن الهم لم يرضى بهم.

فإنّ شبح إسرائيل المزعومة يسيطر على هذا الإحتفال في كثير من الجامعات بإعتبارهم وعلى الرغم من أنف الجميع، من دول الشرق الأوسط. فالموسيقى المسموعة تشبه نغمات العرب ولكن وضعها موسيقار إسرائيلي والحلوى شبيهة بالحلوى العربية ولكنها صنعت بأيدي أولاد العم. فكما سطوا على أرض فلسطين، سطوا على الشرق الأوسط كله ولو اسماً حتى تظل إسرائيل المزعومة حيّة في أذهان الشعب الأمريكي الذي يجهل جلّه ما وراء هذه الحلوى من معانٍ.

أما شهر مايو فهو شهر الإحتفال بالتراث اليهوديّ. وبالتالي ستسيطر إسرائيل ثانيةً على الإحتفال. فمن المحال في هذا الزمن أن يذكر اليهود دون ذكر إسرائيل. ومن المؤكد أن المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي هتلر وما يقاسيه اليهود في سبيل أبسط المطالب الإنسانية في إقامة دولة لهم ولو على حساب شعب فلسطين لأمر يستحق التعاطف. ولا يأل اليهود الصهاينة وسعاً في جذب الإنتباه لقضاياهم. فقد عرفوا أنّ الحلوى والدموع على المحرقة هما من أفضل وسائل التأثير على العالم. هذه الخلطة السرية لها تأثير السحر ولكن كثرة الحلاوة تولد الغصّة وكثرة الدموع تولد القسوة وحينئذ يكون العالم مستعداً لسماع الحقائق.

الأربعاء، 24 مارس 2010

شلبية الأمريكية كتبته مروة صبري

شلبية الأمريكية كتبته مروة صبري

 حينما كنت أعيش في المعمورة، كان كل ما يصلني عنّ أمريكا أنّها بلد مثالية و كل من فيها أغنياء و مثقفون. ساعد على هذا التصور ما كنا نسمعه من أخبار تحمل إنفعالات و انبهارات من مصريين عائدين من الخارج. عضد من هذا التصور أيضاً نجاح الأمريكيين في صناعة الأفلام والمسلسلات التي تصور الحلم الأمريكىّ بكل أبعاده من سيارة فارهة وبيت كالقصر في سعته ونظافته وزوج وزوجة جميلي المنظر. وتزداد الطينة بلة إذا كان البطل رومانسياً و يحرص على سعادة زوجته واحترام رأيها في حين تعاني شلبية من سوء معاملة حسنين لها وغلظته عليها.

الممثلة الأمريكية نحيفة فيظن المتفرج المصري أنّ كل الأمريكيات يحافظن على رشاقتهن ولكن إذا عاد حسنين إلى بيته و لم يجد الصواني المحمرة معدة لمعدته، نسىّ ما تعلمه في الفيلم الأمريكي وعاش في دور رشدي أباظة في فيلم الزوجة ال13.
فإذا انتهى من الطعام، قلب جهاز التليفزيون على المسلسل الأمريكىّ اليومي و قارن قوام شلبية بجانيفر وينسى حسنين أن يقارن كرشه بقوام مارك زوجها. وتاه عن حسنين أيضاً أنّ مارك يأكل أكلاً بسيطاً وكثيراً ما يطهوه هو أو على الأقل يغسل الأطباق بعد العشاء.

أما شلبية فتنظر إلى جانيفر على أنّها مدللة، أنانية، لاتستحق زوجاً كمارك. وتقارن شلبية طبيخها الشهىّ الذي يتحاكى به البعيد والقريب بأكل المستشفيات الذي وضعته البطلة لزوجها على الطاولة وتقول:"الله يسامحك يابا، انت السبب."

ولن أكذب وأدعي أنّ شخصية مارك وجانيفر لا توجد في المجتمع الأمريكىّ بل بالعكس فهما شخصيتان حقيقيتان ولكن الحقيقة الغائبة أيضاً هىّ أنّه يوجد شلبية أمريكية يسيء إليها زوجها وقد تعاني من السمنة وتعيش عيشة المستضعفين وترضى ذلاً يفوق خيال قرينتها المصرية. و بالتالي يوجد حسنين أمريكىّ لا يرحم و لا يقدر ولكنّه إن عرض في التلفاز،هرب المشاهدون فكما أنّه شخصية غير مرغوبة في الواقع،فهو غير مرغوب وراء الشاشة أيضاً وإذا ظهر فلن يكون هو البطل ويتلاشى حضوره أمام مارك و أمثاله وكذلك بالنسبة لشلبية وأشباهها.

هناك بيوتاً أمريكية فارهة حقاً ولكنها مشتراة بالديون من البنك وتقسط أثمانها مع الفوائد (كما يحلو للبعض تسميتها) على مدة خمس وعشرين إلى خمس وثلاثين عاماً وإذا قصر الأمريكىّ في السداد قبل أن يسدد فوائد البنك،خسر كل شىء. وفي مناطق غير بعيدة من هذه القصور،يوجد شققاً تضيق بأهلها الأمريكيون أيضاً الذين يعملون أكثر من وردية رجالاً كانوا أم نساءاً ليوفروا ما يسد رمقهم وهم دائماً مهددون بالطرد إن لم يوفروا الإيجار في أول يوم من الشهر. هؤلاء لا يمثلون استثناءاً كما يمكن أن يتصور البعض بل يكاد أن يكون كل أمريكىّ مر بهذه اللحظة في مرحلة ما من حياته ويكون محظوظاً إذا تخطاها إلى بر الأمان لأنهّ لا يوجد سعة في كثير من الملاجىء المعدة للمشرد ين. التشرد و الشحاذة أصبحا ظاهرتين يقابلهما كل من يمر بالشوارع الأمريكية يومياً.

فإليك يا أخت شلبية وإليك يا أخ حسنين أقول أغلقوا التلفاز فمن أغلق التلفاز فقد فاز ورضىّ بعيشته ولو على لمبة جاز. ©مروة صبري 2010





الخميس، 11 مارس 2010

هل يعود الأزهر؟

هل يعود الأزهر؟


كتبت مروة صبري

مات شيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي يوم الأربعاء في المملكة العربية السعودية على إثر أزمة قلبية حادة عن اثنين و ثمانين عاماً. أسأل الله أن يدخله فسيح جناته فيتقبل حسناته و يتجاوز عن سيئاته. وفاة شيخ الأزهر السابق في المدينة و دفنه في البقيع من العلامات الطيبة التي أغبطه عليها.و كم أتمنى أن أرى علامات لعودة الأزهر كمنارة للعلم لا تخشى في الله لومة لائم. العالم بأثره يتطلع إلى الأزهر الذي ضعفت مواقفه مع تقدم عمره. الأزهر كان مكانة لا ينتمي إليها أحد إلا رفع. كان الأزهر فوق السياسة و الساسة،يرتقي فترتقي معه الهمم فأرجو من الله الكريم أن يعيده و يولي قيادته خيارنا.

لقد شغل اسم سيد طنطاوي مساحات عريضة من الصحف و المجلات سواء بحكم منصبه أم بحكم فتاواه التي كثيراً ما أثارت جدالات نافعة و ضارة على السواء. مات شيخ الأزهر ولا أملك إلا أن أسأل الله أن يحاسبه حساباً يسيراً فمن نوقش الحساب يهلك و لا أتمنى الهلاك لبشر. مات شيخ الأزهر اليوم و اليوم ترفع عنه أقلام الملائكة و أسوة بهم أرفع قلمي.

الثلاثاء، 2 مارس 2010

حماة الوطن © مروة صبري 2010


حماة الوطن © مروة صبري 2010

نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عدد الثاني و العشرين من فبراير قصة مواطن مصري يدعى فاروق سيد،مات في السجن بعد تعرضه للاستجواب على يد الشرطة في مصر. مات سيد في ظروف سكتت عنها الشرطة تاركاً وراءه أربع أطفال أكبرهم في السابعة من عمرها، و زوجة و أم لم تجف دموعهما و لكن زوجته تؤكد أنّ جسده يحمل علامات ضرب مبرح و كدمات.
أكد المغسل الذي قام بتغسيله و تكفينه تبرأه إلى الله من قتلة هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين، و قال أنّه يرى حالات وفاة كل يوم و لكن يبدو أنّ فاروق مات ضرباً. جسد فاروق يحمل كدمات على الصدر و الظهر و اليدين.
تقول الصحيفة أنّ فاروق كان له سبقة في التعامل مع المخدرات و لعمله كقهوجىّ، فهو قادر على أن يتسمع و يجمع معلومات تفيد الشرطة في القبض على تجار المخدرات في المنطقة. و لما رفض فاروق،ضيّقت عليه الشرطة و من وقت لآخر كانوا يهددونه بالقبض عليه أو دفع رشوة و قد دفعا عدة مرات. إلا أنّ في المرة الأخيرة قبيل عيد الفطر كان قد وصل لمرحلة من الضيق جعلته لا يخاف من الشرطة. طلب منه ضابطاً مالاً فتعذر بأنّه لا يملك ما يشتري به لأولاده هدايا للعيد فأخذ على القسم و اختفى و انقطعت معلوماته. كانت زوجته تحمل له طعاماً كل يوم و تترك دون أن يسمح لها بمقابلة زوجها و لا تدري إن كان الطعام وصل إليه.
وصل للزوجة عن طريق ممرضة تعمل بمستشفى محلي أنّ ميتاً قد وصل إلى المستشفى يطابق أوصاف فاروق. هرعت تقوى إلى المستشفى فأدخلوها عليه و هو مغطىً بملاءات إلا وجهه و أمرها ضابط آخر ألا تكشف الغطاء عن جسده لأنّه يحرم عليها رؤيته بحسب الشريعة الإسلامية على حسب رأيه و لكنّها أزالت الغطاء فوجدت آثار التعذيب من كدمات و تورمات على جسد والد أطفالها.
مر على الوفاة أشهر و قتلة فاروق ما زالوا يتمتعون بحريتهم و المفترض أنّ العثور عليهم أمر يسير، فقد قتل في حيازة الشرطة المصرية.
هذا ما أوردته الجريدة الأمريكية باختصار و هذا ما قرأه الأمريكيون عن تعامل الشرطة في مصر مع الشعب. و مما سمعناه عن شرطتنا (حامية الشعب) من هنا و هناك فإنّها ليست بسابقة.
ولكن و من المفارقات الغريبة أنّه في ذات اليوم الذي نشر فيه هذا التحقيق، صدر تقريراً عن سوء تعامل بعض أفراد الشرطة في لوس أنجلوس مع الأحداث المسجونين هناك. وقد وردت تعديات تنم عن استغلال بعض ضباط الشرطة الأمريكية لنفوذهم ضد هؤلاء الأحداث. و على الرغم من أنّ اعتداءاتهم لم تصل إلى القتل كما حدث على يد حماة مصر الحبيبة، إلا أننا لابد و أن نفكر في الصلة بين الخبرين. من المؤكد أنّ السلطة فتنة لا تقوى علي مقاومتها نفوساً ضعيفة.فكيف تقوى النفوس إن لم يكن الإيمان بالله موجود؟
ضابط الشرطة الأمريكي يخضع لقوانين و تبعات صارمة كما يخضع لتدريبات في فن التعامل مع الشعب شريفاً كان أو غير ذلك فهو ما يزال إنساناً له أن يحترم حتى تثبت عدم إنسانيته. الشرطة عند الأمريكيين مهنة محترمة و ضابط الشرطة حقاً في خدمة الشعب و إن لم يفعل فسطوة القانون فوق سطوته. و مع ذلك فمنهم من يفتتن بسلطته المؤقتة فيسيء استخدامها و عندما يثبت الإتهام عليه،يلقى توابع تقصيره أما إذا أخلص عمله، وجد راتبه و حوافزه تهنئه.
ضابط الشرطة في مصر لا يدخل المهنة إلا مكرهاً في أغلب الأحيان لمجموعه الضعيف في الثانوية العامة و تحت ضغط الأهل حتى يضمن وظيفة و امتيازات مدى الحياة. بعضهم يتميز بالغلظة و خاصة ضد من تثبت عليه تهمة الفقر. السلوك السلبي للعديد من ضباط الشرطة في مصر يسيء إلى المهنة و ممتهنيها.أسأل الله أن يرسل فيهم من يقوي نفوسهم و يذكرهم بالهدف الأسمى لعملهم.
جميعنا يحتاج إليهم و توقعاتنا منهم كبيرة ،فهل أعددنا حماة الوطن لحماية الوطن و هلا اخترناهم من خيرة شباب البلد لتعود ثقتنا في بلدنا و حكومتنا التي هم ممثلوها. ضابط الشرطة إن أحسن عمله و نيته فهو مجاهد في سبيل الله، فهلا ذكرناهم لعلهم يتذكرون. ©مروة صبري 2010







الاثنين، 15 فبراير 2010

متجول مايكروفوني بقلم مروة صبري ©


متجول  مايكروفوني

بقلم مروة صبري©

يوجد بالولايات المتحدة قناة إذاعية خاصة بصوت المحافظين و لا أدري على أىّ شيىء يحافظون. أهم ما يميز من يعملون بهذه القناة هو صوتهم العالي و انفعالاتهم المبالغة فهم و إن كانوا )أمريكان( فإن مبدأهم في عملهم هو المثل القائل "الغجرية سيدة جيرانها". مما يميز هؤلاء المذيعين أيضاً هو إصرار و تأكيد كل منهم على أنه الأمين الجريء، ذي المبادىء الثابتة. أحياناً أجدني في حالة سكينة تسمح لي بسماع عشر دقائق من مهاتراتهم بحجة الفضول الذي هو قدر صحافىّ كتب علىّ ثم لا ألبث أن أعاتب نفسي و أقول يا ليتني قزقزت لب كان أفيد.

يوم الجمعة كان يوم سكينة و غلبني فضولي و أنا أقلب في قنوات المذياع فتوقفت عند صوت ذكرني ببائع الطماطم في بلدي الحبيب و شاء القدر أن يمكن من آذان عابرة سبيل مثلي و إذا به يهاجم ميشال أوباما ثم أوباما ثم اللذين خلفوا أوباما ثم اليوم الأسود الذي رأى فيه أوباما.

يقول بائع الروبابيكيا (مع كامل إعتذاري و تقديري لكل بائع متجول كادح لا ميكروفوني) أنه يعلم بل و متأكد أن أوباما ليس أمريكىّ الجنسية! لماذا يا هذا؟ قال:" لأننا لا نملك إثباتاً إلا ورقة، مستند و لم يتقدم أحداً ليقول أنه أو أنها تذكر من 48 سنة أن شابة وضعت هذا المولود في مستشفى بهاواىّ؟ لا أحد؟ لا أحد يذكر ميلاد أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي؟"

ويتعجب المتحدث من هذا و يعجبه منطقه الذي أحمد الله أن حرمني منه و ينوه بأن ما يحدث هو أضحوكة يتكتم عليها البعض لمصالح شخصية.

المصيبة هنا لا تنحصر في أن مثل هذا مكن من آذان الناس بل الكارثة أنه مكن من عقولهم. فعلى الرغم من أن من الأمريكيين من يفكر بعمق و أنهم تربوا على ذلك، إلا أن منهم من يثقون في صوت المحافظين لأن هذا ما وجدوا عليه آباءهم فيأخذون المعلومات عن طريق الفم حتى لا تمر على المخ الذي قد يتساءل عن مصداقيتها.

هذا النابغة يشكك في مستند رسمي مختوم من جهات رسمية من ولاية تابعة للولايات المتحدة فهىّ على حد قوله مجرد ورقة و كان سيصدق أحداً يدعي بعد قرابة خمسين سنة أنه يتذكر أن شابة بيضاء جاءت في ليلة ظلماء لتضع طفلاً سمراء (أسمر بس القافية تحكم) يالها من وقعة سوداء.

كتبته مروة صبري©