الأحد، 10 أبريل 2011

إحنا تربيتك يا ريس مروة صبري


القانون يؤكد أنّ المتهم بريء حتى تثبت إدانته. أمّا إن كان هذا المتهم رئيساً لدولة تحكم بالحديد والنار منذ ثلاثين عاماً وله أجهزة إعلامية ضخمة تقيء كل ما يريد في آذان شعبه. فكيف أصدق أنّه بريء. بريء مم؟ من الكسب غير المشروع؟ ألهذا أتعب نفسه وتحدث إلى العربية؟ وهل الكسب غير المشروع هو أسوأ ما في سجله وسجل أولاده؟ لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا وزراء داخليته لكفاه إثماً. لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا وزيريّ إعلام النفاق والفواحش لكفاه إثماً. لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا تراجع مكانة مصر بين الدول وهشاشة العلاقات مع الدول العربية لكفاه إثماً. لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا خالد سعيد وسيد بلال لكفاه إثماً.  لو لم يكن لمبارك ذنباً إلا حصار غزّة لكفاه إثماً. لو لم يكن إلا.. أين تنتهي القائمة؟ هل أضيف تزوير إرادة الشعب أم الفقر أم الرشاوي أم انحدار الصناعة والإقتصاد أم المواد المسرطنة أم مستشقيات الحكومة البالية أم التعليم المشلول ، أم.أطفال الشوارع أم الإنفلات الأمني أم التسيب أم..أين تنتهي القائمة ولِكم من الأسماء والأفعال تتسع.
من قلص محاسبة مبارك في الثروة الغير مشروعة ومتى صدقتنا يا مبارك حتى نصدقك الآن؟ وغداً تظهر براءة سائر العصابة فالإجرام فن هم رواده. وأوقن أنّ الوقت المتبقي لمبارك أو الشريف أو نظيف أو غيرهما وإن ثبت عليهم شيء، لن يكفي لتأدية فترة العقوبة. ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. وأنا لا ألوم الجيش فقد صرح أنّ محاسبة النظام القديم من تخصصات النائب العام. كما أعلم وأنا لست قانونية أنّ التسرع وعدم إحكام الإجراءات القانونية قد يؤدي بانفلات المجرم من العقاب. وأنّ بناء قضية متينة يتطلب وقتاً وخاصة وأنّ مخضرمي الإجرام يستعينون بمحاميين مخضرمين في اللف والدوران. ولكم أتمنى أن يتم القبض على المسئولين المخلوعين بقانون الطواريء حتى تتم تجهيز ملفاتهم. فالبلد في حالة طواريء أكثر من ذي قبل. وهم أصحاب فكرة القبض بدون إتهام حفاظاً على الأمن العام. فليذوقوا ما تجرعناه عقوداً وكله بالقانون. وأخيراً أوقف الجيش عند وعده بأنّ أحداً لن يفلت من المحاسبة مهما برع في التبجح وتلبيس العمم فلم تعد عممهم تسع رءوسنا التي تعي أكثر مما يتخيلون. وختاماً أريد أن أقول للسيد الرئيس السابق: عيب ده احنا تربيتك يا ريس. معقولة تضحك علينا بكلمتين؟ 

السبت، 9 أبريل 2011

شر الحليم بقلم مروة صبري

الشهور القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لإسرائيل. ليس لأنّ مصر ستنقض إتفاقيتها معها وليس لأنّ أراجيزها يسقطون واحداً تلو الآخر ولكن لغباء إسرائيل المعروف عنها. فقد قال تعالى: (كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارً۬ا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُ‌ۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَسَادً۬ا‌ۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ) (المائدة الآية 64). فهم ليسوا أهل سلم ولا يستطيعون التعايش معه. بل إنّه لولا فضل الله ثمّ كفاح الشعب الفلسطيني لما توقفت حدود إسرائيل عند فلسطين. فقد قال موشي ديان يوم دخوله مدينة القدس في يونيو 1967، " لقد وصلنا أورشليم ومازال أمامنا يثرب وأملاك قومنا هناك."


فعقيدتهم التي ينسبونها ظلماً لله عزّ وجل توحي إليهم أنّهم شعب الله المختار وعلى البقية الإذعان. وبهذه الغطرسة، فإنّ إسرائيل هيّ التي ستبدأ بالعدوان وسترتدي ثوب الطفلة البكّاءة كما هيّ عادتها وتدّعي أن ما فعلته إن هو إلا دفاعاً عن النفس. وستهدهدها ماما أمريكا وتثأر لها بغضب سينفجر في وجه سياسة أمريكا الخارجية الرعناء. فالهوّة تتسع بين المبادىء التي يتربى عليها الشعب الأمريكي في المدارس والجامعات من إحترام للحريات والعدالة والمساواة، وبين سياسة أمريكا الخارجية وبخاصة تجاه القضية الفلسطينية.. فالأخيرة لا تحمل شيئاً من المناهج المدارسية. فالأمريكيّ مسالم بطبعه ولو خيرته ما اختار أن يناصر ظالماً. ولكن رجال إسرائيل في الكونجرس الأمريكي يقنعونه أنّ الذئب بريء.

سياسة تكميم الأفواه لا تدوم. وقد قال أوباما حين كان يوجه رسالة لمبارك أيام الثورة المصرية الأخيرة:"إن كبت الأفكار لا ينجح أبداً في القضاء عليها." وأرجو أن يوجه رسالة مماثلة لإسرائيل المزعومة. ولكن كيف وقد استكثر الصهاينة توجيههه العزاء لأسر ضحايا أهل غزة مع تعزيته لضحايا الحافلة الإسرائيلية. فما يحدث لأهل غزّة يستحقونه وإسرائيل دوماً ضحية وعلى الجميع التصديق. وتعجب إسرائيل لثورة المسلمين. وكيف لا يثور المسلمون وقد ثار المنصفين من المسيحيين واليهود على السواء؟

الإدارة الأمريكية الآن تواجه محناً من كل الأوجه. فقد خلف بوش بحكمته ميراثاً منهكاً. فأمريكا مديونة وتعاني عجزاً صارخاً في الميزانية وأكثر المتضررين هم الشعب الأمريكي المسالم. الفئة الكادحة أو الياقة الزرقاء كما يطلق عليها الأمريكيون فاض بها وبدأت شكواهم تشق الآذان الصمّاء. مستوى المعيشة في أمريكا ينحدر يوماً بعد يوم. فمدارس تغلق ومستشفيات تضن بالعطاء والعديد لا يملك تأميناً صحياً على الرغم من أنّه من متطلبات المعيشة الأساسية في بلد تتكلف فيه زيارة الطبيب الواحدة مئات الدولارات. ومع ذلك فإنّ الدعم المادي لإسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين لم يتوقف.

اتصل أمريكيّ ببرنامج إذاعيّ يتساءل،"لقد قيل لي دوماً أنّه لا يوجد مالاً كافياً للتعليم أو العلاج فلمَ يتوفر دائماً للحروب؟" فالأمريكيون يفيقون ويعون يوماً بعد يوم مدى تعارض مصالح إسرائيل مع مصالحهم. فإن استمرت إسرائيل في عدوانها الغاشم على فلسطين وحشر أنيابها في كل بلدان الأرض لضمان بقائها، فالمسألة مسألة وقت قبل أن تتعالى الأصوات الأمريكية بالتبري من إسرائيل. لو تنصلت أمريكا من إسرائيل، لخسرت إسرائيل فهيّ وحدها لا تستطيع مواجهة ثمن جرائمها. والدليل على غباء الإدارة الإسرائيلية هو أنّها تكثف عدوانها ضد أهل غزّة هذه الأيام. فبحسب عقلهم المحدود يظنون أنّ التوقيت مناسباً لتحقيق أكثر مكاسب قبل أن تقوم للعرب قائمة. وفي الوقت نفسه، فإنّ أياديهم المرتعشة تثير الفتن في مصر وغيرها. فليس من مصلحة دولة قامت على السرقة والغدر أن تسمح لجارتها بالنهوض. فسيخططون ليل نهار لذبذبة أمن مصر حتى يروق لهم التمادي في طغيانهم بلا محاسب.

ما سقط سهواً من حسابات إسرائيل المزعومة هو أنّ المسلمين قد يكونون بلا قائد وبلا أمان ولا يعلمون ما يحمله الغد لهم، لكن صحوة تغيير الحال التي يمرون بها والعزيمة التي تفجرت والطاقة المتأهبة للنهضة لو وجهت على إسرائيل لأنهتها. فماذا تفعل إسرائيل في جنود يحرصون على الموت حرصها هيّ على الحياة. قال تعالى:(ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا. يودُّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر) (البقرة الآية 96). حقاً أين يفرون من العذاب جراء أفعالهم من قتل للأطفال وسفك للدماء الطاهرة وتشريد للأسر وترويع للآمنين والتجسس وإثارة الفتن وإشاعة الفاحشة وإشعال نار الحروب وغيرها من أفعال ستكون سبباً في تدميرهم. فإنّ الظلم لا يأتي بخير. وليحذر قادة إسرائيل المزعومة من غضبة العرب. ولو كان بهم ذرة عقل لأحسنوا لأهل فلسطين ولأهل غزّة فهم في قلب كل عربيّ وفي قلب كل مسلم. ولو لم ترتدع إسرائيل فلا مبارك ولا قذافي ولا صالح ولا بن عليّ يوقف سيل الطالبين للعدالة منهم. فإن كانت إسرائيل تملك المال والأسلحة فالمسلمون يملكون الشجاعة التي لا تعترف بهزيمة. قال تعالى: (لا يقاتلونكم جميعاً إلاّ في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون) (الحشر الآية 14)

) كل هم العرب الآن هو بناء أوطانهم فلو استثارتهم إسرائيل لانشغلوا بهدمها هيّ. فإن كانت إسرائيل تحرص على بقائها فلتحرص على بقاء فلسطين آمنة. فإن ما يؤذي فلسطين يؤذي كل مسلم بل وكل عربيّ. ولو عقلوا لكفوا أيديهم عن مصر. و لما أوقدوا النار فلهيبها سيشوههم وليتقوا شر الحليم فقد غضب.





الخميس، 7 أبريل 2011

نظارة الوحدة

نظارة الوحدة


مروة صبري



قامت الثورة المصرية ولم تستطع قوة في الشرق أو في الغرب أن تحبطها. بل إنّ كل المحاولات جاءت بردة فعل عكسية على رأس النظام البالي. وقدّر الله عزّ وجل لها النجاح في الإطاحة بنظام مبارك. وقتل سيناريو التوريث الذي كان يرفع ضغط الدم عند المصري كلما ذكر وغار حسالة النظام أمثال فاروق حسني وصفوت الشريف وأحمد نظيف الذي لم يستطع المحافظة على نظافة سجله. وبينما كان الناس يحتفلون بتنحي مبارك، كنت أحتفل بميلاد الأمل بعد أن تشبعت القلوب باليأس.

تكاتف الجميع. عجّ ميدان التحرير بالمصريين غير مبالين ملتحي أم حليق، محجبة، منتقبة أم لا، مسلم، مسيحي، ليبرالي..لم يهم للحظة. الوحيدون الذين اهتموا بهذه التقسيمات هم مشاهدو التلفاز أعضاء حزب الكنبة كما أطلق عليهم. أمّا من كان بالميدان فكان همه العمل لا الكلام.

الآن بعد أن هدأت الأمور بشكل نسبي وعاد الطلاب إلى المدارس والجامعات وعادت الناس إلى أشغالها وفتحت متاجر البيتزا والكباب، نسينا أن هدفنا واحد. نسينا أن النجاح الذي حققناه حتى الآن ينسب إلى مصر بأكملها. الفضل يرجع لله قبل كل شيء ثمّ لتوحد إرادتنا فإن خسرنا الأخيرة خسرنا. المشكلة تكمن أنّ في ميدان التحرير كان العدوّ ظاهر يبتغي الحماية من النظام الذي كانت بيده الأسلحة. أمّا الآن فالعدوّ جبان متخف يدرك أنّ قوته في اختفائه فهو لا يريد أن ينزع عنه الستار ولكن بصماته واضحة. فأرجو من المصريين لبس نظارة الوحدة لنقد الأخبار. وليتساءل الجميع قبل التحمس مع أو ضد أيّ خبر وقبل التسرع بالضغط على زر المشاركة، ما هدف كاتب الخبر؟ فقد تعلمنا في كلية الإعلام أنّ لكل رسالة إعلامية هدف. وتعلمنا أنّ مصداقية الإعلامي تبنى على أعوام وقد تهدم في لحظة بسبب خبر كاذب. فإن نشر خبراً كاذباً ولم تعتذر الجريدة أو القناة فقد فقدوا مصداقيتهم.