الثلاثاء، 2 مارس 2010

حماة الوطن © مروة صبري 2010


حماة الوطن © مروة صبري 2010

نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عدد الثاني و العشرين من فبراير قصة مواطن مصري يدعى فاروق سيد،مات في السجن بعد تعرضه للاستجواب على يد الشرطة في مصر. مات سيد في ظروف سكتت عنها الشرطة تاركاً وراءه أربع أطفال أكبرهم في السابعة من عمرها، و زوجة و أم لم تجف دموعهما و لكن زوجته تؤكد أنّ جسده يحمل علامات ضرب مبرح و كدمات.
أكد المغسل الذي قام بتغسيله و تكفينه تبرأه إلى الله من قتلة هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين، و قال أنّه يرى حالات وفاة كل يوم و لكن يبدو أنّ فاروق مات ضرباً. جسد فاروق يحمل كدمات على الصدر و الظهر و اليدين.
تقول الصحيفة أنّ فاروق كان له سبقة في التعامل مع المخدرات و لعمله كقهوجىّ، فهو قادر على أن يتسمع و يجمع معلومات تفيد الشرطة في القبض على تجار المخدرات في المنطقة. و لما رفض فاروق،ضيّقت عليه الشرطة و من وقت لآخر كانوا يهددونه بالقبض عليه أو دفع رشوة و قد دفعا عدة مرات. إلا أنّ في المرة الأخيرة قبيل عيد الفطر كان قد وصل لمرحلة من الضيق جعلته لا يخاف من الشرطة. طلب منه ضابطاً مالاً فتعذر بأنّه لا يملك ما يشتري به لأولاده هدايا للعيد فأخذ على القسم و اختفى و انقطعت معلوماته. كانت زوجته تحمل له طعاماً كل يوم و تترك دون أن يسمح لها بمقابلة زوجها و لا تدري إن كان الطعام وصل إليه.
وصل للزوجة عن طريق ممرضة تعمل بمستشفى محلي أنّ ميتاً قد وصل إلى المستشفى يطابق أوصاف فاروق. هرعت تقوى إلى المستشفى فأدخلوها عليه و هو مغطىً بملاءات إلا وجهه و أمرها ضابط آخر ألا تكشف الغطاء عن جسده لأنّه يحرم عليها رؤيته بحسب الشريعة الإسلامية على حسب رأيه و لكنّها أزالت الغطاء فوجدت آثار التعذيب من كدمات و تورمات على جسد والد أطفالها.
مر على الوفاة أشهر و قتلة فاروق ما زالوا يتمتعون بحريتهم و المفترض أنّ العثور عليهم أمر يسير، فقد قتل في حيازة الشرطة المصرية.
هذا ما أوردته الجريدة الأمريكية باختصار و هذا ما قرأه الأمريكيون عن تعامل الشرطة في مصر مع الشعب. و مما سمعناه عن شرطتنا (حامية الشعب) من هنا و هناك فإنّها ليست بسابقة.
ولكن و من المفارقات الغريبة أنّه في ذات اليوم الذي نشر فيه هذا التحقيق، صدر تقريراً عن سوء تعامل بعض أفراد الشرطة في لوس أنجلوس مع الأحداث المسجونين هناك. وقد وردت تعديات تنم عن استغلال بعض ضباط الشرطة الأمريكية لنفوذهم ضد هؤلاء الأحداث. و على الرغم من أنّ اعتداءاتهم لم تصل إلى القتل كما حدث على يد حماة مصر الحبيبة، إلا أننا لابد و أن نفكر في الصلة بين الخبرين. من المؤكد أنّ السلطة فتنة لا تقوى علي مقاومتها نفوساً ضعيفة.فكيف تقوى النفوس إن لم يكن الإيمان بالله موجود؟
ضابط الشرطة الأمريكي يخضع لقوانين و تبعات صارمة كما يخضع لتدريبات في فن التعامل مع الشعب شريفاً كان أو غير ذلك فهو ما يزال إنساناً له أن يحترم حتى تثبت عدم إنسانيته. الشرطة عند الأمريكيين مهنة محترمة و ضابط الشرطة حقاً في خدمة الشعب و إن لم يفعل فسطوة القانون فوق سطوته. و مع ذلك فمنهم من يفتتن بسلطته المؤقتة فيسيء استخدامها و عندما يثبت الإتهام عليه،يلقى توابع تقصيره أما إذا أخلص عمله، وجد راتبه و حوافزه تهنئه.
ضابط الشرطة في مصر لا يدخل المهنة إلا مكرهاً في أغلب الأحيان لمجموعه الضعيف في الثانوية العامة و تحت ضغط الأهل حتى يضمن وظيفة و امتيازات مدى الحياة. بعضهم يتميز بالغلظة و خاصة ضد من تثبت عليه تهمة الفقر. السلوك السلبي للعديد من ضباط الشرطة في مصر يسيء إلى المهنة و ممتهنيها.أسأل الله أن يرسل فيهم من يقوي نفوسهم و يذكرهم بالهدف الأسمى لعملهم.
جميعنا يحتاج إليهم و توقعاتنا منهم كبيرة ،فهل أعددنا حماة الوطن لحماية الوطن و هلا اخترناهم من خيرة شباب البلد لتعود ثقتنا في بلدنا و حكومتنا التي هم ممثلوها. ضابط الشرطة إن أحسن عمله و نيته فهو مجاهد في سبيل الله، فهلا ذكرناهم لعلهم يتذكرون. ©مروة صبري 2010







هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ....المشكلة الحقيقية أن الفرد في مصر الحبيبة يعلم أنه من اللحظة التي يتعامل فيها مع القانون سوف يقل قدره فأصبح الناس لا يعتمدون على القانون ولا القائمين عليه ، فالناس كالهمج يعرفون إن لم يأخذو حقهم بأنفسهم لن يتحرك أي شيء !!!!! و- كانت هنا المصيبة