الأربعاء، 19 مايو 2010

حتى النغمات سرقها أولاد العم

حتى النغمات سرقها أولاد العم


مروة صبري

تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية في شهر إبريل بتراث الشرق الأوسط وبالأمريكيين الذين يعود أصلهم لهذه البقعة من العالم. مظاهر الإحتفال تظهر في بعض الجامعات في شكل تقديم حلوى مصاحبة بموسيقى. ومن المعروف أنّ بلاد الشرق الأوسط تزدهر بالحلوى الشرقية والموسيقى. وعلى الرغم من أنّ هاتان الإثنان لا يعدان من الإنجازات التي ترفع هامة الدول عالياً. إلا أنّهما قد يكونا أفضل من صور الإرهاب والفقر التي تتصارع برأس المواطن الأمريكيّ كلما وردت كلمة "الشرق الأوسط" أو "العرب". فرضىّ الأمريكيون العرب بهذا النصر المخجل والإعتراف المجمل بكيانهم ولكن الهم لم يرضى بهم.

فإنّ شبح إسرائيل المزعومة يسيطر على هذا الإحتفال في كثير من الجامعات بإعتبارهم وعلى الرغم من أنف الجميع، من دول الشرق الأوسط. فالموسيقى المسموعة تشبه نغمات العرب ولكن وضعها موسيقار إسرائيلي والحلوى شبيهة بالحلوى العربية ولكنها صنعت بأيدي أولاد العم. فكما سطوا على أرض فلسطين، سطوا على الشرق الأوسط كله ولو اسماً حتى تظل إسرائيل المزعومة حيّة في أذهان الشعب الأمريكي الذي يجهل جلّه ما وراء هذه الحلوى من معانٍ.

أما شهر مايو فهو شهر الإحتفال بالتراث اليهوديّ. وبالتالي ستسيطر إسرائيل ثانيةً على الإحتفال. فمن المحال في هذا الزمن أن يذكر اليهود دون ذكر إسرائيل. ومن المؤكد أن المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي هتلر وما يقاسيه اليهود في سبيل أبسط المطالب الإنسانية في إقامة دولة لهم ولو على حساب شعب فلسطين لأمر يستحق التعاطف. ولا يأل اليهود الصهاينة وسعاً في جذب الإنتباه لقضاياهم. فقد عرفوا أنّ الحلوى والدموع على المحرقة هما من أفضل وسائل التأثير على العالم. هذه الخلطة السرية لها تأثير السحر ولكن كثرة الحلاوة تولد الغصّة وكثرة الدموع تولد القسوة وحينئذ يكون العالم مستعداً لسماع الحقائق.

ليست هناك تعليقات: