الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

نظارة الوحدة


مروة صبري



قامت الثورة المصرية ولم تستطع قوة في الشرق أو في الغرب أن تحبطها. بل إنّ كل المحاولات جاءت بردة فعل عكسية على رأس النظام البالي. وقدّر الله عزّ وجل لها النجاح في الإطاحة بنظام مبارك. وقتل سيناريو التوريث الذي كان يرفع ضغط الدم عند المصري كلما ذكر وغار حسالة النظام أمثال فاروق حسني وصفوت الشريف وأحمد نظيف الذي لم يستطع المحافظة على نظافة سجله. وبينما كان الناس يحتفلون بتنحي مبارك، كنت أحتفل بميلاد الأمل بعد أن تشبعت القلوب باليأس.

تكاتف الجميع. عجّ ميدان التحرير بالمصريين غير مبالين ملتحي أم حليق، محجبة، منتقبة أم لا، مسلم، مسيحي، ليبرالي..لم يهم للحظة. الوحيدون الذين اهتموا بهذه التقسيمات هم مشاهدو التلفاز أعضاء حزب الكنبة كما أطلق عليهم. أمّا من كان بالميدان فكان همه العمل لا الكلام.

الآن بعد أن هدأت الأمور بشكل نسبي وعاد الطلاب إلى المدارس والجامعات وعادت الناس إلى أشغالها وفتحت متاجر البيتزا والكباب، نسينا أن هدفنا واحد. نسينا أن النجاح الذي حققناه حتى الآن ينسب إلى مصر بأكملها. الفضل يرجع لله قبل كل شيء ثمّ لتوحد إرادتنا فإن خسرنا الأخيرة هوينا. المشكلة تكمن أنّ أيام مبارك كان العدوّ ظاهر يبتغي الحماية من النظام الذي كانت بيده الأسلحة. أمّا الآن فالعدوّ جبان متخف يدرك أنّ قوته في اختفائه فهو لا يريد أن ينزع عنه الستار ولكن بصماته واضحة. فأرجو من المصريين لبس نظارة الوحدة لنقد الأخبار. وليتساءل الجميع قبل التحمس مع أو ضد أيّ خبر وقبل التسرع بالضغط على زر المشاركة، ما هدف كاتب الخبر؟ فقد تعلمنا في كلية الإعلام أنّ لكل رسالة إعلامية هدف. وتعلمنا أنّ مصداقية الإعلامي تبنى على أعوام وقد تهدم في لحظة بسبب خبر كاذب. فإن نشر خبراً كاذباً ولم تعتذر الجريدة أو القناة فقد فقدوا مصداقيتهم.

ليست هناك تعليقات: