الأحد، 3 أكتوبر 2010

الزيّ المدرسي بقلم مروة صبري



الزيّ المدرسي

بقلم مروة صبري

أذكر مدرستي ورفاقي كما أنّه بالأمس. ولا أستطيع أن أذكر مدرستي بدون تصوري بزيّها الأزرق الفاتح بلون السماء والقميص الذي تغير لونه بتغير المرحلة الدراسية من زهريّ اللون إلى لون السماء وأخيراً إلى اللون الأبيض بعد أن وصلنا إلى الثانوي. أذكر مديرة المدرسة تمر بين الصفوف لتتأكد من اتباع الجميع لمواصفات الزيّ. وأذكر أيضاً تحايل البعض على تلك القوانين الصارمة. فمن سمع عن شباب في سن التحور ( ما يسمى ظلماً بالمراهقة) يذعنون مقهورون للوحات ثابتة؟ ولكن تحايل عن تحايل يفترق. فبينما كان منا من يخالف في لون السترة: فقد كان من البنات من تضيّق وتقصّر ملابسها وتطلي أظافرها مما يتنافى مع أظهر أسباب فرض زيّ مدرسيّ.

لن أزعم للحظة أني أحببت زيّ مدرستي. بل لو وكّل ليّ الأمر لاخترت أفضل وأرقى منه لأنقذ زميلاتي المتحرجات من منظره الذي أكأبهنّ ذهاباً وعودة. فاحساس البعض وهنّ في مرحلة الإعدادي والثانوي أنّ ما يفرقهنّ عن طالبات قسم الإبتدائي هو لون أكمام القميص التي تظهر بالكاد من تحت مريلة المدرسة لأمر مخذي لشابة تحاول النضج. لكن زيّ مدرستي أشعرني بالانتماء لجدرانها وطلابها وفنائها وكل ما ومن فيها. زيّ مدرستي منع من التفاخر بالملابس الذي أنهك الفتيات في الغرب. زيّ مدرستي جعل كل منا تعرف مسبقاً ما سترتدي قي السنة الدراسية كلها فلا داعي لإضاعة وقت البكور الثمين في انتقاء ما تظن كل منا أنّه سيعجب قريناتها. زيّ مدرستي عصم كل منا من تعكير صفو يومها إن لم تكن ملابسها على المستوى المطلوب أو تعرضت لانتقاد لاذع بسبب مظهر زائل.

على الرغم من السلبيات المحيطة بوجود زيّ مدرسيّ من شباب يكرهون الجمود ومن آباء يشكون المبالغة في الأسعار، فإنّ الالتزام بزيّ يدريء مفاسد رحمنا الله بفضله منها.



ليست هناك تعليقات: