الأحد، 10 يوليو 2011

أين العدالة يا أوباما؟


مروة صبري                                                        

" تحققت العدالة "، هكذا وصف أوباما مقتل بن لادن زعيم القاعدة. ورقص الأمريكيون حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين عند البيت الأبيض على إثر سماع الخبر. فبعد عشرة أعوام من الحرب وثلاثة آلاف قتيل كما قالت مذيعة ال. سي.إن.إن.، استطاعت أمريكا أن تقتل بن لادن الذي يقال أنّه خطط لأحداث سبتمبر 2001. وسارع أوباما بإلقاء تصريح خاص وأعلن أنّ القبض على بن لادن كان على رأس أولوياته حين تولى الحكم. وأكّد بعض المذيعين الأمريكيين على أنّ هذه الليلة رائعة وأنّ الشعب لم يفرح هكذا منذ فترة. وأنّ الرئيس السابق بوش يستحق الشكر وكذلك أوباما.
 وإن صح الخبر فيعد العثور على بن لادن أول وعد من وعود الحملة الإنتخابية يوفي به أوباما وربما يكون الأخير قبل أن تنتهي فترة رئاسته في 2012. لذا فإنّ من المتوقع أن يضخم الحدث عن حجمه الذي يستحق. واتسمت مظاهر الفرحة التي اعترت شوارع بعض المدن الأمريكية بالمبالغة. فأنا مع تفهمي لحجم الجرح الأمريكي بأحداث سبتمبر وتعاطفي مع أسر الضحايا الأبرياء، إلا أنني أحب أن تتوازن المشاعر حتى ولو ثبت أنّ بن لادن هو المسئول عن هذه المأساة. وذلك لأنّ من يعرف أنّ دولته تنفق بليون دولاراً يومياً على حروبها في العالم وفقراء شعبه يزدادون، لا يرقص. من يعرف أنهّ باسم العثور على بن لادن دمرت أفغانستان وباكستان والعراق، لا يرقص. من يعرف أنّ مئات الآلاف من المدنيين والأطفال الذين قتلوا في تلك البلاد لهم أقارب يدعون على أمريكا ليل نهار، لا يرقص . ويطرح تساؤل: ما تأثير مقتل بن لادن على أمريكا؟ لا أظن أنّ التأثير سيتضمن تراجع القاعدة. فإنّه لم يكن لبن لادن ظهوراً في الفترة السابقة. وهو ليس  الرأس المدبر الأوحد في القاعدة. كما أنهّ اختار الموت حرباً مع أمريكا يوم أسس القاعدة. وأكّد اختياره حين قاوم لآخر لحظة بحسب التصريح الأمريكي. فالأوامر الأمريكية كانت واضحة، "أحضروه حياً أو ميتاً". وأتوقع أن القبض على بن لادن حيّ له وقع أشد. فلو استطاعت أمريكا أن تحضره حياً كما فعلت مع صدام حسين لفعلت ولاستخدم كدعاية انتخابية مجانية. فكلما قلت شعبية أوباما، نشر خبراً عن محاكمة بن لادن فتزداد شعبيته وهكذا.
وقد أتفهم حجم الفرحة لو كان موت بن لادن سيعيد الجيوش الأمريكية إلى بلادها أو يضمن تحصين أمريكا من أيّ عدوان عليها. أو كما تكهن البعض، أنّ وفاته على أيدي القوات الأمريكية سيرفع معنويات الجيش الأمريكيّ فينجز مهامه من تحقيق "الديمقراطية والعدالة". الحقيقة أنّ المتوقع هو العكس. فإنّ خبر وفاة بن لادن قد فتح النار على باكستان التي أسلمته من ناحية، ويزيد من عمليات القاعدة ضد الجيش الأمريكي في باكستان وأفغانستان بدرجة يحتمل أن تقلب المعايير لصالح القاعدة وليس العكس. فطالما أمريكا تنظر إلى أحداث سبتمبر على أنّها فعل وليس رد فعل لسياستها الخارجية وعلاقتها بإسرائيل فسيظل العدوان مستمراً . فعن أيّ عدالة يتحدث أوباما؟




ليست هناك تعليقات: